بالسفر إلى الشرق والغارة على بغداد، وأعد لذلك سروجاً مجوفة القرابيص وبطنها بصفائح من قصدير ليحمل فيها الماء، وعمل لها فماً فيه صفارة فإذا دعت الحاجة إلى الماء شرب منه الفارس، فكان كل سرج منها سبعة أرطال من ماء، وعمل عدة من حجال الخيل من الديباج؛ وقال في ذلك:
دع الّلوم عني، لست مني بموثق ... فلا بدّ لي من صدمة المتحقّق
وأسقى جيادي من فراتٍ ودجلةٍ ... وأجمع شمل الدين بعد التفرّق
ومن شعره أيضا:
أما والذي حجّت إلى ركن بيته ... جراهيم ركبانٌ مقلدةٌ شهبا
لأقتحمنّ الحرب حتّى يقال لي ... ملكت زمام الحرب، فاعتزل الحربا
وينزل روح الله عيسى بن مريم ... فيرضى بنا صحباً ونرضى به صحباً
وكانت وزارة الأفضل بن أمير الجيوش، وكان حاجراً عليه ليس له معه أمر ولا نهي، ولا تعود له كلمة إلى أن قتل، ثم وزر له المأمون محمد بن فاتك البطائحي، فصار له في وزارته أمر ونهي، وعادت الأسمطة على ما كانت عليه قديما؛ وكان الأفضل قد نقلها فصارت تعمل أيام الأعياد والمواسم في دار الملك بمصر حيث كان يسكن. فلما قتل المأمون استبد ولم يستوزر أحداً، ودامت له الدنيا.
وقضاته: ابن ذكا النابلسي؛ تم ولى أبو الفضل الجليس نعمة بن بشير، فطلب الإقامة؛ فولى بعده الرشيد أبو عبد الله محمد بن قاسم بن زيد الصقلي، ومات؛ فاستقر بعده الجليس نعمة بن بشير النابلسي مرة ثانية؛ ثم صرف بأبي الفتح مسلم بن