الرسعني؛ وعزل بأبي الحجاج يوسف بن أبي أيوب المغربي؛ فلما مات استقر من بعده أبو عبد الله محمد بن هبة الله بن ميسر القيسراني، وقتل الآمر وهو قاض.
وكتاب الإنشاء في أيامه: سناء الملك أبو محمد بن محمد الزيدي الحسيني؛ والشيخ الأجل أبو الحسن بن أبي أسامة الحلبي؛ والشيخ تاج الرئاسة أبو القاسم ابن الصيرفي؛ وابن أبي الدم اليهودي.
وكان نقش خاتمه: الإمام الآمر بأحكام الله أمير المؤمنين.
وفي أيامه نزع السعر، فبلغ القمح كل أردب بدينار. وكان الناس قد ألفوا الرخاء في أيام الأفضل والمأمون، وبعد عهدهم بالغلاء، فقلقوا لذلك.
ومن نوادر الآمر أنه عاشر الخلفاء الفاطميين وهو العاشر في النسب أيضا، ولم يل عشرة على نسق واحد ليس بينه أخ ولا عم ولا ابن عم غير الآمر.
وعرض عليه فصل في التوحيد من جملته: وهو المحذر بقوارع التهديد، من يوم الوعد والوعيد؛ فقال: إذا حذر من الوعد كما يحذر من الوعيد، فما الفرق بينهما؟ وأمر أن يقال: المحذر بقوارع التهديد من هول يوم الوعيد. واستدرك في فصل آخر في ذكر علي، رضي الله عنه، قوله: وهو السابق إلى دعوة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإجابته؛ فقال: إن قوله السابق غير مستقيم، لأنه إن أراد التخصيص فذلك غير صحيح، إذ كانت خديجة سبقت إلى الإسلام، والسابق منهم جائز أن يكون واحداً وأن يكون جماعة؛ والله تعالى يقول:" والسَّابِقُونَ السَّابقُونَ "؛ وليس في ذلك دليل على تخصيص واحد بالتقدم على الباقين؛ وذكر مثالا فقال: خيل الحلبة إذا أقبلت منها عشرة لا يخرج فيها واحد عن واحد قيل لها السبق، وقيل لكل واحد منها سابق. وأمر أن يقال: أول سابق إلى دعوة رسول الله، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإجابته.