للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة ثلاثين وخمسمائة (١)

فيها أخرج بهرام الأمير رضوان بن ولخشى من القاهرة لولاية عسقلان؛ وقيل بل كان خروجه فى سلخ رجب من السّنة الماضية. فلمّا وصل إليها وجد فيها جماعة من الأرمن قد وصلوا فى البحر يريدون القاهرة، فناكدهم ومنع كثيرا منهم؛ فبلغ ذلك الوزير بهرام، فشقّ عليه، وصرفه عن عسقلان واستدعاه؛ فقدم إلى القاهرة. وشكره الناس على منعه الأرمن من الوصول إلى القاهرة، فلم يطق بهرام إقامته معه، فولاه الغربيّة فى صفر إبعادا له عنه.

وفيها ملك رجار بن رجار ملك صقليّة جربة (٢)؛ ونازل طرابلس الغرب فانهزم عنها (٣)


(١) ويوافق أول المحرم منها الحادى عشر من أكتوبر سنة ١١٣٥.
(٢) جربة: بفتح الجيم وكسرها، جزيرة بالمغرب بالقرب من قابس فيها بساتين كثيرة وزيتون، وهى كثيرة الذهب، بينها وبين البر الكبير مجاز. معجم البلدان: ٧٤:٣؛ المغرب: ١٩، ٨٥. يقول ابن الأثير: وكان أهلها قد طغوا فلا يدخلون تحت طاعة سلطان، فخرج إليها جمع من الفرنج أهل صقلية فى أسطول كبير فيه من مشهورى فرسان الفرنج جماعة، فنزلوا بساحتها فقاتلهم أهلها قتالا شديدا حتى قتل منهم بشر كثير، فانهزموا أمام الفرنج الذين ملكوها وغنموا أموالها وسبوا حريمها ونساءها وأطفالها، وهلك أكثر رجالها، ومن بقى منهم أخذوا لأنفسهم أمانا من صاحب صقلية وافتكوا أسراهم. الكامل: ١٢:١١.
(٣) بهامش الأصل: بياض أسطر.