للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة سبع وسبعين وأربعمائة (١):

فيها خرج الأوحد بن أمير الجيوش على أبيه، وانضم إليه جماعة من العسكر والعربان وتحصّن بالإسكندرية؛ فسار إليه أمير الجيوش وحصره، وألح عليه القتال حتى دخل البلد وأخذ ابنه قهرا. وأمر ببناء الجامع المعروف فى الإسكندرية بجامع العطارين من أموال أخذها من أهل البلد، وفرغ منه فى شهر ربيع الأول؛ وأقيمت فيه الجمعة واستمرت إلى أن زالت دولة الفاطميين على يد السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، فأمر ببناء جامع، ونقل الخطبة من جامع العطارين إليه.

وفى جمادى الأولى استناب أمير الجيوش ولده الأفضل، وجعله ولىّ عهده فى السلطنة (٢).

وفيها ابتدأ أمير الجيوش فى بناء سور القاهرة (٣).


(١) بأول هذه الصفحة فى الأصل عبارة تقول: بياض نحو ربع صفحة، اه. ويوافق أول المحرم من هذه السنة العاشر من مايو سنة ١٠٨٤. ويلاحظ أن المؤلف أهمل السنوات ٤٧٣ - ٤٧٦.
(٢) وهذه أول حادثة من نوعها فى العصر الفاطمى أن تصبح الوزارة شبه وراثية وأن يعهد بها الوزير القائم لابنه يتولاها من بعد وفاته. وهذه «السلطنة» لم تعرف من قبل، ولم يقع بين يدى ما يدل على أن بدرا كان يتلقب بها، وأرجح أنها أطلقت بتأثير العصر الذى كتب فيه المؤلف كتابه، وبتأثير السلطات الواسعة التى تولاها الوزير بدر استقلالا عن قصر الخلافة.
(٣) يقول المقريزى فى الخطط: «اعلم أن القاهرة منذ أسست عمل سورها ثلاث مرات الأول وضعه القائد جوهر والثانى بدر الجمالى والثالث الأمير الخصى بهاء الدين قراقوش الأسدى فى سلطنة الملك الناصر صلاح الدين». وكان السور الأول من اللبن، والثانى زاد فيه بدر الجمالى الزيادات التى فيما بين بابى زويلة وباب زويلة الكبير وفيما بين باب الفتوح عند حارة بهاء الدين وباب الفتوح الآن (زمن المقريزى)، وزاد عند باب النصر أيضا جميع الرحبة التى تقع تجاه جامع الحاكم إلى باب النصر. وجعل السور من لبن والأبواب من حجارة، وبناه قراقوش لصلاح الدين بالحجارة على ما هو عليه الآن ووسعه ليدور على القاهرة ومصر والقلعة جميعا. الخطط: ٣٧٧:١ - ٣٨٠.