للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة ستين وخمسمائة (١):

فيها ركب البرنس أرناط (٢)، صاحب الكرك والشّوبك، البحر إلى عسقلان وخرج منها إلى الكرك، وجمع عسكره وأقام ينتظر شيركوه؛ فعلم بذلك شيركوه، فمرّ من خلف الموضع الّذى فيه أرناط، فلم يعلم به ونجا وأمن منه. ووصل إلى دمشق فضعّف أمر عسكر مصر عند نور الدّين وهوّن عليه أمرهم، وحرّضه على قصدهم، وأكثر من التحدث فى أمر مصر.

وفيها عاد شاور إلى القاهرة؛ وخرج يحيى بن الخيّاط على شاور وحشد ونزل الجيزة يوم الأربعاء بعد أن حاصر الكامل بن شاور فى طنبدى (٣)، ورحل عن الجيزة، فكسروا يوم السبت سابع عشر صفر. وقبض شاور على (٤) ابن فحل (٤) ابن أبى كامل وقتلا ليلة الاثنين تاسع عشره. وتتبّع من كان يكاتب شيركوه أو يوادّه؛ وتشدّد فى طلب أصحاب ضرغام. وكان قد استفسد جماعة من أصحاب شيركوه، منهم خشترين الكردى فأقطعه شطّنوف (٥).


(١) ويوافق أول المحرم منها الثامن عشر من نوفمبر سنة ١١٦٤.
(٢) هو Le Prince Arnauld وكان يسمى قبل ذلك Renaud de Ch?tillon وقد تأول ليمينه التى حلفها لأسد الدين وقال «أنا حلفت أنى ما ألحق أسد الدين ولا عسكره فى البر، وأنا أريد ألحقه فى البحر». وركب البحر إلى عسقلان فى يوم واحد ثم وصل برا إلى الكرك. وعلم شيركوه فشق طريقه إلى الغور وخرج من البلقاء، وسلمه الله تعالى. كتاب الروضتين: ٤٢٣:١ - ٤٢٤. وقيل إن شاور أشار على أملريك بتتبع أسد الدين شيركوه بعد خروجه من بلبيس ومهاجمته واعتقاله، فرفض أملريك وأبى إلا الوفاء بيمينه لشيركوه. نهاية الأرب: ٢٨.
(٣) وهى أيضا طنبدة وطنبذة بضم الطاء والباء: قرية بالصعيد الأدنى غربى النيل إلى جوار إشنين (والعامة يقولون إشنى)، وتسميان معا العروسين لحسنهما وخصبهما، وهما من كورة البهنسا. معجم البلدان: ٢٦٣:١.
(٤) فى هذين الموضعين بالأصل بياض يتسع لكلمة.
(٥) يقول ياقوت إنها كانت من إقليم الغربية يتفرع النيل عندها فرعين فى اتجاهى تنيس ورشيد، وكانت على فرسخين من القاهرة، ثم يقول وهى على يوم واحد منها. معجم البلدان: ٢٦٦:٥ - ٢٦٧. والواقع أنها كانت تعد من أعمال المنوفية كما يظهر من قوانين الدواوين: ١٥٦. ويقول على مبارك إنها من أعمال محافظة المنوفية بمركز منوف موقعها على الرياح المنوفى وبينهما نحو خمسمائة متر. الخطط التوفيقية: ١٣٢:١٢.