للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة تسعين وثلاثمائة (١)

فى أول يوم من المحرّم ظهر الحاكم ودخل الناس فهنئوه بالعام.

كان سعر الخبز ستّة عشر رطلا بدرهم. وسقط إصطبل فهد بن إبراهيم فمات له نحو ستين بغلة.

وفى حادى عشر صفر وصلت قافلة الحاج من غير أن يدخلوا إلى المدينة النبوية.

وفى سادس عشر من ربيع الآخر (٢) أنهد الحاكم إلى برجوان عشيّة يستدعيه للركوب معه إلى المقس (٣)، فجاء بعد بطاء وقد ضاق الوقت إلى القصر، ودخل بالموكب ورؤساء الدولة والكتاب إلى الباب الذى يخرج منه الحاكم إلى المقس؛ فلم يكن بأسرع من خروج عقيق الخادم وهو يصيح: قتل مولاى؛ وكان عقيق عينا لبرجوان فى القصر وقد جعله على خزاناته الخاصّة. فاضطرب الناس وبادروا إلى باب القصر الكبير فوقفوا عنده؛ وأشرف عليهم الحاكم. وقام زيدان، صاحب المظلة، فصاح بهم: من كان فى الطاعة فلينصرف إلى منزله ويبكر إلى القصر المعمور؛ فانصرف الجميع. وكان قتل برجوان فى بستان يعرف بدويرة التين والعناب كان الحاكم فيه مع زيدان فجاء برجوان ووقف مع زيدان. فسار الحاكم حتى خرج من باب الدويرة، فعاجل زيدان وضرب برجوان بسكين كانت فى خفّه،


(١) ويوافق أول المحرم منها الثالث عشر من ديسمبر سنة ٩٩٩.
(٢) فى نهاية الأرب للنويرى يحدد التاريخ بأنه الثالث عشر من ربيع الآخر.
(٣) ميناء القاهرة فى زمن الفاطميين ومكانها قرب موقع حديقة الأزبكية. وقد انحسر النيل عنها فى أواخر زمن الدولة الفاطمية فأصبحت بولاق ميناءها زمن الأيوبيين. الخطط: ٢.