موكبه. واستماحه قوم فوصلهم بصلات كثيرة؛ وأهدى إليه قوم مصاحف فقبلها وأجازهم عليها. ووقف عليه اثنان من تربة عمرو بن العاص وشكوا أن حبسهما قبض عليه للديوان من أيام العزيز، فخلع عليهما ووصلهما بألف دينار. وكثرت في هذا الشهر إنعاماته، فتوقف أمين الأمناء حسين بن طاهر الوزان في ذلك، فكتب إليه الحاكم بخطه بعد البسملة: الحمد لله كما هو أهله.
أصبحت لا أرجو ولا أتقي ... سوى إلهي، وله الفضل
جدّي نبيّي، وإمامي أبي ... وديني الإخلاص والعدل
المال مال الله عز وجل، والخلق عباد الله، ونحن أمناؤه في الأرض. أطلق أرزاق الناس ولا تقطعها. والسلام.
وركب في يوم الفطر إلى المصلى بغير شيء مما كان يظهر في هذا اليوم من الزينة والجنائب ونحوها، فكان في عشرة أفراس جياد بين يديه بسروج ولجم محلاةً بالفضة البيضاء الخفيفة، ومظلة بيضاء بغير ذهب، وعليه بياض بغير طرز ولا ذهب ولا جوهر في عمامته، ولم يفرش المنبر.
وفيه وقعت فتنة بين طوائف العسكر شهروا فيها السلاح، فركب الحاكم وأصلح بينهم.
وولد لعبد الرحيم بن إلياس ابن عم الحاكم مولود فبعث إليه ثلاثة أفراس مسرجة