للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة أربع وعشرين وأربعمائة (١):

ركب ولىّ العهد، ابن الظّاهر، من القاهرة إلى مصر وقد زيّنت، فكان إذا أقبل على الناس قبّلوا له الأرض. ونثر يومئذ على العامّة خمسة آلاف دينار، ونثر على الخاصّة عشرون ألف دينار؛ فكان يوما عظيما.

وفى يوم الأحد ثامن عشر ذى القعدة قدمت هديّة المعز بن باديس، وهى جليلة القدر (٢).

سنة خمس وعشرين وأربعمائة (٣):

فيها قدم الخبر باستيلاء الأتراك على الأمر ببغداد، وقلّت بها الأموال والرجال، فبث الظاهر دعاته فنشروا دعوته ببغداد فى الناس.

وفيها ظهرت الطائفة الدّرزية بجبل السّمّاق (٤) من الشام يدعون إلى الحاكم بأمر الله.

فيها ظهرت الزلازل ببلاد الشام، فخربت ريحا (٥)، ونصف الرملة وأكثر عكّا فى قرى كثيرة، وبعد الماء من سواحل البحر المالح ساعتين، ثم عاد كما كان (٦).


(١) ويوافق أول المحرم منها السابع من ديسمبر سنة ١٠٣٢.
(٢) بهامش الأصل: بياض سطر.
(٣) ويوافق أول المحرم منها السادس والعشرين من نوفمبر سنة ١٠٣٣.
(٤) وزعيم هذه الطائفة حمزة بن على الدرزى، الفارسى، الملقب ولى الزمان وقائم الزمان. ودعا حمزة هذا إلى إلاهية الحاكم بأمر الله، وقد وضع تقويما خاصا السنة الأولى منه توافق سنة ٤٠٨ هـ. وقد سبقت الإشارة إلى شيء من أمر هذه الطائفة فى موقعه. انظر فصلا خاصا بهذه الطائفة فى: الحاكم بأمر الله لمحمد عبد الله عنان. ٢٠٠ - ٢٠٨. وجبل السماق من أعمال حلب الغربية يشتمل على مدن وقلاع كثيرة للإسماعيلية، وفيه بساتين ومزارع كثيرة، والمياه الجارية به قليلة إلا ما كان من عيون ليست بالكثيرة فى مواطن مخصوصة، وبه تنبت جميع أشجار الفواكه وبعض القطن والسمسم، وقيل سمى باسم السماق لأنه ينبت فيه بكثرة. معجم البلدان: ٤٩:٣.
(٥) ريحاه وأريحا مدينة قرب بيت المقدس فى غور الأردن، بينها وبين القدس خمسة فراسخ، اشتهرت بإنتاجها العظيم من الفواكه والموالح. معجم البلدان: ٣٤٧:٤ - ٣٤٨.
(٦) بهامش الأصل: بياض أسطر.