للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما كان يوم عيد النحر ركب البساسيري إلى المصلى وعلى رأسه ألوية المستنصر، وقد استمال الناس بكثرة الإحسان وإجراء الأرزاق، وكسر منبر المسجد الجامع ببغداد وقال: هذا منبر نحس أعلن عله بغض آل محمد عليهم السلام؛ وأنشأ منبرا آخر وخطب عليه باسم المستنصر. ثم أخرج الوزير رئيس الرؤساء أبا القاسم علي بن المسلمة وهو مقيد وعليه جبة صوف وطرطور أحمر من لبد وفي عنقه مخنقة، فشهره ثم أعاده إلى المعسكر وقد نصبت له خشبة، فألبس جلد ثور طري، وجعل في فكيه كلابين من حديد وعلقه بهما؛ فبقي يضطرب إلى آخر النهار حتى مات، وعمره نحو من ثلاث وخمسين سنة، وكان حسن التلاوة للقرآن جيد المعرفة بالأدب.

ولما ورد الخبر بذلك إلى المستنصر سر سرورا كثيرا، وزينت القاهرة ومصر وجاءت نسب الطبالة، فغنت بالطبل في القصر بين يدي المستنصر:

يا بني العباس ردّوا ... ملك الأمر معدّ

ملككم ملكٌ معار ... والعوارى تستردّ

فقال لها المستنصر: تمنى، فلك حكمك؛ فسألت الأرض المجاورة للمقس، فأقطعها إياها، فعرفت بها وقيل لها إلى اليوم أرض الطبالة. وأمر المستنصر في أن يحمل إلى مهارش

<<  <  ج: ص:  >  >>