واعتد للحرب، وسار إليه، فالتقى مع منير بمرج عذرا، وكانت الحرب، فانهزم منير في تاسع عشر رمضان، وأخذ فحمل إلى منجوتكين، فشهره على جمل ومعه قرد يصفعه في مائة من أصحابه، وقائل ينادي: هذا منير لعنه الله، أصبحت دياره خالية، وكلابه عاوية، ونساؤه صائحة، طاعنته الرماة، ونازلته الحماة، هذا جزاء من نافق على الله عز وجل، وعلى مولانا العزيز بالله.
وأقام منجوتكين في دمشق ومعه ثلاثة عشر ألفا فساءت سيرتهم في الناس.
ومات أبو المعالي بن حمدان في رمضان، فسار منجوتكين يريد أخذ حلب من الحمدانية، ونزل عليها وبها أبو الفضل بن أبي المعالي، فقاتله أشد قتال، وأقام نحو الشهرين، ثم عاد إلى دمشق، وترك معضاد على حمص.
[سنة ثمانين وثلاثمائة]
فيها طمع باد صاحب ديار بكر في أبي طاهر إبراهيم وأبي عبد الله الحسين ابني ناصر الدولة بن حمدان، وقاتلهما، فقتل باذ، فسار بن أخته أبو علي بن مروان إلى حصن كيفا، وبه امرأة خاله باد وأهله، فخدعها حتى صعد إليها، وملك الحصن وغيره من بلاد خاله، وجرت بينه وبين ابني ناصر الدولة عدة حروب، وقدم القاهرة على العزيز بالله، فقلده تلك النواحي، وعاد إليها حتى ثار به عبد البر شيخ آمد، وقتله عند خروجه بالسكاكين شخص يقال له ابن دمنة، واستولى عبد البر على ما بيده، وزوج ابن دمنة بابنته، فوثب ابن دمنة على عبد البر وقتله، وملك آمد.
وكان ممهد الدولة أخو أبي علي بن مروان لما قتل أخوه أبو علي سار إلى ميافارقين وملكها في عدة من بلاد أخيه، فثار عليه سروة أحد أكابر أصحابه وقتله، وقتل غالب بني مروان، وذلك في سنة اثنتين وأربعمائة.