وحزن عليه العزيز حزناً شديداً، ولم يأكل ذلك اليوم على مائدة، ولا حضر أحد للخدمة وأقام كذلك ثلاثا، وأقيم العزاء على قبره مدة شهر، وأوفى العزيز عنه دينه، وهو ستة عشر ألف دينار.
وكان إقطاعه في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار، سوى الرباع.
واشتملت تركته على أربعة آلاف ألف دينار، سوى ما سوى لابنته، وهو مائتا ألف دينار.
وفي يوم عرفة حمل يانس السماط، وصلى العزيز، وخطب يوم النحر، ونحر النوق بيده، ومضى إلى القصر، ونصب له السماط والموائد، وفرق الضحايا على أهل الدولة.
وطمع بكجور في أخذ حلب، فسار، وجمع له أبو المعالي ابن حمدان، وواقعه أول صفر، فانهزم بكجور، فبعث إليه وسيق له، فضرب عنقه ثاني صفر وصلبه، وسار فملك الرقة، وأخذ ما كان فيها، وملك الرحبة وعاد.
وبلغ العزيز أن منير يكاتب صاحب بغداد، فجهز عسكرا عليه منجوتكين فيمن اصطنعه من الأتراك، وأعطاه مالا وسلاحاً، وولاه الشام، فبرز إلى منية الأصبع في صفر سنة إحدى وثمانين، وخلع عليه، وحمل إليه مائة ألف دينار ومائة قطعة من الثياب الملونة، وعشر قباب بأغشية، ومناطق مثقلة، وأهلة وفرش، وخمسين بندا، وعشر منجوقات، وعشرة أفراس، فأقام بمنية الأصبغ شهرين وسبعة عشر يوما يخرج إليه العزيز في كل غدوة وعشية، وينفذ إليه في كل يوم الجوائز والخلع، ورفع من منية الأصبغ في رابع عشرين جمادى الأولى، وخلع على ابن الجراح وحمل، وسار مع منجوتكين فلم يزل بالقصور إلى ثالث شعبان، فسار وودعه العزيز، وجد في السير، وكان ما أنفق عليه العزيز ألف ألف دينار ونيف، وقدم قبل مسير ابن أبي العود الصغير، وكان على الخراج بدمشق، وكاشف بالعصيان، فسار العسكر إلى الرملة، ولقيه بشارة والي طبرية، وكتب إلى والي طرابلس نزال، وجمع منير رجاله،