وينفقه في قتال العرب؛ فوافقوه على ذلك وحلف الناس. وهدم دروب البلد وحملها إلى الجامع حتى لا يمتنع أهل البلد بالدروب ويخلوا بين العسكر والعرب. ورجف بالناس، فاشتد القتال بينهم وبين العرب، وقتل من العرب نحو المائتي فارس، وأصيب سنان بسهم، فطلب من الناس الصلح على ترك الحرب أربعين يوما. فلما تقرر ذلك خرج إليه الشريف ابن أبي الجن وشيوخ دمشق ووجوه الجند، وحلفوا سنانا ووجوه العرب، فاستقر الأمر بينهم على هذا.
وورد الخبر بأني بني قرة أقاموا إنسانا دعوه بأمير المؤمنين ببرقة، وحملوا على رأسه المظلة. وفيه ظهر في النيل بأعمال أسفل الأرض فرس البحر.
وفيه ورد الخبر بأن التجريدة التي توجهت إلى تنيس طلبوا أرزاقهم وضيقوا على العامل ففر منهم إلى دمياط، فعاثوا في البلد وأفسدوا، وقطعوا من يد عامل السلطان خمسة وعشرين قطعة، وأخذوا من المودع ألفا وخمسمائة دينار. فخرج إليهم عنبر، الزمام، في خمسين فارسا من عرفائهم للقبض على الجناة وتأديبهم واسترجاع ما أخذوه.
وقدم الخبر بأن حسان بن الجراح كتب إلى سنان يوبخه على ما فعل ويحثه على معاودة الحرب، ويعده بالمدد؛ فعاد إلى قتال أهل دمشق بعد ما كان قد انصرف عنها. فإن حسانا بعد ما نهب الرملة وحمل منها أربعمائة جمل موقرة مالاً وثياباً ومصاغا وغير ذلك، بعثها إلى حلله وأضرم النار في شوارعها، وكسر الأمتعة، حتى كان الناس يمشون في بحار من الصابون والزيت في أسواق مدينة الرملة، ثم وصل كتابه يسأل فيه إضافة القدس ونابلس إلى إقطاعه مصانعةً له على الكف عن القتال؛ وأن ينفذ إلى أبي الغول ثياب من ثياب الظاهر التي يلبسها وشاشية من شواشيه. فأنفذ إليه ذلك وأجيب إلى إقطاع نابلس مضافا إلى إقطاعه، ولم يجب إلى القدس.
وفي يوم السبت ثامن عشره دخل نسيم صاحب الستر بطائفة من الصقالبة إلى بيت المال