للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقام ابن القشورى على رسمه ينظر عشرة أيام، إلى ثالث عشره؛ فبينا هو يوقع إذ قبض عليه وضربت رقبته من أجل أنه بلغ الحاكم عنه أنه يبالغ فى تعظيم حسين بن جوهر، وأكثر من السؤال فى حوائجه.

وفى يومه أجلس أبو الخير بن زرعة بن عيسى بن نسطورس الكاتب النصرانى فى مكان ابن القشورى؛ وأمر أن يوقّع عن الحاكم فى أوامره، فجلس ونظر فى الوساطة والسفارة بغير خلع. ومنع من الركوب فى المراكب بالخليج؛ وسدت أبواب القاهرة التى مما يلى الخليج، وأبواب الدّور والطاقات المطلّقة عليه والخوخ (١).

وخلع على قاضى القضاة مالك، وقلّد النظر فى المظالم مع القضاء؛ وقرئ سجلّه بالجامع.

وكتب سجلّ بإعادة مجالس الحكمة. وأخذ النحوىّ (٢). وشدّد على النصارى فى لبس الغيار بالعمائم الشديدة السواد، دون ما عداها من الألوان.

وفيه قبض على حسين بن جوهر وعبد العزيز بن النعمان، واعتقلا ثلاثة أيام، ثم حلفا أنهما لا يغيبان عن الحضرة وأشهدا على أنفسهما بذلك، وأفرج عنهما؛ وحلف لهما الحاكم فى أمان كتبه لهما.

واعتقل ابن عبدون، وأمر بعمل حسابه؛ ثم ضربت عنقه وقبض ماله.


(١) الخوخة بضم الخاء الأولى الكوة تؤدى الضوء إلى البيت، ومخترق ما بين كل دارين مما عليه باب. القاموس المحيط.
(٢) أبو ظاهر محمود بن محمد النحوى من أهل بغداد، قدم إلى مصر وتعاون مع ابن العداس ضد فهد بن إبراهيم النصرانى حتى قتله الحاكم وولى ابن العداس مكانه فى النظر وولى النحوى الشام. ولم يلبثا أن صارا إلى ما صار إليه فهد. إذ دبر الحاكم قتل ابن النحوى بالرملة فضربت عنقه وأرسلت إلى مصر ثم ضربت عنق ابن العداس. راجع ابن القلانسى: ذيل تاريخ دمشق: ٥٨ وما بعدها.