في غد، فليحضر من ليس له منكم سلاح ليدفع إليه من الخزانة؛ فقال الكتاميون قد شغلنا الجوع وطلب الخبز عن هذا. فلما كان آخر النهار حمل قوم من متر جلة الكتاميين على سبعين فرسا، وفرق فيهم وفي غيرهم السلاح.
شهر رمضان؛ أوله الخميس. فيه ركب الظاهر في عساكره وعليه قميص مدير مذهب دبيقي وعمامة مثله، وعلى رأسه المظلة المذهبة يحملها بهاء الدولة مظفر الصقلبي، وخلفه ابن فتوح الكتامي يحمل الرمح، وبين يديه الأتراك والكتاميون والقيصرية والعبيد والباطلية والديلم وسائر الطوائف؛ وركب رجال الدولة خلفه مع نسيم الصقلبي، وسار إلى مسجد تبر، وعاد. وكان يوما حسنا من توافر الناس وكثرة الجمع والزي الحسن.
وفي يوم الجمعة ثانيه ركب أيضا إلى صلاة الجمعة في الجامع الأزهر، وعليه طيلسان شرب مفوط بعمامة بياض مذهبة، وثياب دبيقية، والمظلة دبيقية مذهبة، وطلع معه المنبر قاضي القضاة أحمد بن أبي العوام وإبراهيم الصانع المؤدب المعروف بالجليس، فأرخيا عليه سجف القبة التي في أعلا المنبر، وهي مغشاة بمصمت بياض، والعنبر يبخر بين يديه في المباخر الذهب والفضة والجوهر. فخطب، ثم كشف عنه القاضي ونزل، فصلى وعاد إلى قصره.
في رابعه ورد الخبر بانصراف صالح بن مرداس عن دمشق إلى حلب، وأن كاتبه باع جميع ما كان له بحلب من غلة ودار وآلة، وخرج فجمع العرب وقصد حصار المدينة.
في خامسه ولي طيب الخازن بيت المال، وخلع عليه، وحمل على بغلة بسرج ولجام، وخلع على ميسرة الخازن وحمل على فرس بسرج ولجام مذهب؛ وولى خزانة الخاصة وجعل عدة الدولة رفق الخادم الأسود، يخرج إليهما بالأوامر ويدخل. وخلع على ثلاثة من أولاد ابن الجراح وحملوا على ستة أفراس.