أطيعوا لأمر تريده الحضرة منكم. فجلس الثلاثة وانصرف الناس، فقبض على ثلاثتهم وقتلوا فى وقت واحد، وأحيط بأموالهم وضياعهم ودورهم؛ فوجد لحسين بن جوهر فى جملة ما وجد سبعة آلاف مبطنة حريرا من سائر أنواع الديباج والعتّابى وغيره، وتسع متارد صينى مملوءة حبّ كافور قنصورى وزن الحبة الواحدة ثلاثة مثاقيل.
وأخذت الأمانات والسجلات التى كتبت لهم. واستدعى أولاد حسين وأولاد عبد العزيز ووعدوا بالجميل وخلع عليهم، وحملوا على دوابّ.
وفيه ذبحت نعجة فوجد فى بطنها حمل وجهه كوجه انسان.
وفى شعبان وقّع قاضى القضاة مالك إلى سائر الشهود بخروج الأمر العالى المعظم أن يكون الصوم يوم الجمعة والعيد يوم الأحد.
واشتد الأمر فى منع المسكرات، وتتبّع مواضعها. وأبطلت عدّة جهات من جهات المكوس والرسوم. ومنع الغناء واللهو، وأمر ألا تباع مغنية؛ وألا يجتمع الناس فى الصحراء ومنع النساء من الحمام. وأن يكون الخروج للحجّ فى سابع شوّال.
وركب الحاكم لصلاة العيد على رسمه.
وفى ثانى شوال سار على [بن جعفر] بن فلاح بالعساكر لقتال حسّان بن علىّ بن مفرّج بن دغفل بن الجراح عند هزيمته ياروخ وقبضه عليه وعلى أصحابه بالرملة؛ فقاتلهم فى ثالث عشرة وقتل منهم وظهر عليهم؛ وخلع طاعة الحاكم، وأقام الدعوة لأبى الفتوح حسين بن جعفر بن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب الحسنى، أمير مكة. وقتل ياروخ (١).
(١) سبب خروج بنى الجراح أن ابن عبدون الكاتب النصرانى سعى ببنى المغربى عند الحاكم فقتل أخوى الوزير أبى القاسم وثلاثة من أهل بيته ولجأ الوزير إلى حسان بن المفرج بن دغفل بن الجراح، ثم حسن له أن يخرج عن طاعة الحاكم ففعل هو وقومه وقتلوا عامل الحاكم على الرملة، ودعوا للحسنى المذكور فى المتن ولقبوه الراشد بالله. فأرسل الحاكم إليهم جيشا بقيادة ياروخ المذكور الذى هزم بين رفح والداروم، ونقل ياروخ إلى الرملة وقتل بها صبرا. فلجأ الحاكم إلى الدبلوماسيّة حتى نجح فى إصلاح الأمور. نهاية الأرب.