وفي ثاني عشره أخذ ديوان الشام من محمد بن أحمد الجرجرائي ورد إلى أبي طالب الغرابيلي.
وفي يوم الجمعة سادس عشره ركب الظاهر إلى الجامع الأنور خارج باب الفتوح وعليه رداء بياض محشى قصبا، وثياب بياض دبيقية، وعمامة بيضا مذهبة، وفي يده القضيب الجوهر، وعلى رأسه مظلة مديرة فخطب، ثم صلى، وعاد.
وقدم الخبر بأن أهل دمشق هادنوا سنان بن علوان إلى آخر الكوانين. وقدم كتاب حسان بن جراح بأنه تحت الطاعة، فلا يجب أن يشغل السلطان قلبه بأمر الشام، وأنه يقوم بأمر فلسطين ويجبي خراجه وينفقه في رجاله، ودمشق فيها ابن عمه سنان، صمصام الدولة، وحلب مردود تدبيرها إلى صالح بن مرداس أسد الدولة؛ وأنه قد كفى السلطان أمر الشام كله. فطرد رسوله ولم يكتب له جواب.
وفي خامس عشريه زيد في لقب منتخب الدولة أنوشتكين الدزبري أمير الأمراء. وفي سابع عشريه هرب ابنا جراح ولحقا بحسان بن جراح، وأخذا جميع ما كان في الدار التي أنزلا فيها، وتركا أخاً لهما مريضا، فوكل به.
في سلخه حمل نجيب الدولة أبو القاسم علي بن أحمد الجرجرائي سماط العيد على العادة، وفيه مائتا قطعة من التماثيل السكر، وسبعة قصور كبار من السكر، وشق البلد بالخيال والطبالين والفرحية.