للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلّ إجّانة منها على ثلاثة أرجل على صور الوحوش والسّباع والناس والبهائم، قيمة كل قطعة منها ألف دينار، معمولة لغسل الثياب. ووجدت له خزائن مملوءة من سائر أنواع الصوانى المدهونة، سعة كلّ واحدة منها من العشرة أشبار إلى ما دونها، شيء فى جوف شيء، حتى تكون أصغرها سعة الدرهم. ومن سائر أنواع الأطباق الخلنج الذى بهذه الصفة. ومن الموائد الخلنج الكبار والصغار ألوف؛ ومن موائد الكرم الجفان الجور الواسعة بمقابض الفضة التى لا يقدر الجمل القوىّ على حمل جفنتين منها لعظمتها منها ما يساوى المائة دينار وما فوقها. ووجد من الدّكك والمحاريب والأسرة العود والصّندل والأبنوس والعاج وغير شيء كثير. وعدة أقفاص مملوءة من بيض صينى معمول على هيئة البيض فى خامته وبياضه يعمل فيها ما فى البيض اليشم سبت يوم الفصاد؛ وكيزان من صينى صغار وكبار على خلقة كيزان الفقّاع يشرب فيها الفقاع.

ووجد كثير من الأعدال مملوءة عقالا من اليمن مما أهداه الصّليحى. وأخرجت حصير من ذهب زنتها ثمانية عشر رطلا ذكر أنها الحصير التى جليت عليها بوران بنت الحسن على المأمون. وأخرج ثمان وعشرون صينية ميناء مجرى بالذّهب، لها كعوب تعلو بها عن الأرض مما بعثه ملك الرّوم للعزيز بالله، قوّمت كل صينية بثلاثة آلاف دينار، فأخذها كلّها ناصر الدولة ابن حمدان. ووجد عدّة صناديق مملوءة مرايا حديد صينى وغيره من الزجاج الميناء ما لا يحصى كثرة، وجميعها محلاة بالذهب المشبك والفضة، ومنها ما هو مكلّل بالجوهر فى غلف الكهمخت (١) وغيره من أنواع الحرير والخيزران كلها


(١) الكيمخت والكهمخت: نوع من الجلود المدبوغة، منه الأحمر والأسود. ويبدو أن هذا النوع كان متميزا بمصر إذ كان بالقاهرة جامع يعرف باسم جامع الكيمختى يقول المقريزى عنه إنه بجانب موضع الكيمخت على شاطئ الخليج من جملة أرض الطبالة، كان موضعه دارا اشتراها معلم الكيمخت، واسمه الحموى، وعملها جامعا. الخطط: ٣٢٥:٣ - ٣٢٦.