للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مضبّبة بالذهب والفضّة، ومقابض المرايا ما بين عقيق وجزع وصندل وعود وأبنوس وغيره.

وأخرج عدة أعدال من الخيام والمضارب والمنارات والخركاوات (١) وغير ذلك من أنواع الخيام المعمولة من الدّبيقى والمخمل وسائر أنواع الحرير المثقل وغير المثقل، ممّا هو منقوش ومصوّر بسائر الصّور العجيبة الصّنعة، وسائر أعمدتها مكسوة بالفضة المذهبة، ولها الصّفريّات (٢) الفضة والحبال القطنية والحريرية. فكان منها ما تحمل الخيمة منها على عشرين بعيرا وأكثر.

وأخرجت المدوّرة الكبيرة؛ وكانت تقوم على خرط عمود طوله خمسة وستّون ذراعا بالكبير؛ ودور مكلّلته عشرون ذراعا، وسعة قطرها ستة أذرع وثلثا ذراع، ودور المدوّرة خمسمائة ذراع، وعدة قطع خرقها أربع وستون قطعة، كل قطعة منها تحزم فى عدل، وتحمل على مائة جمل، وفى صفرتها ثلاثة قناطير فضة يحملها من داخلها قضبان حديد تسع راوية ماء من روايا الجمال، وفى زخرفتها صور سائر الحيوانات، ولها بادهنج طوله ثلاثون ذراعا. كان عملها لليازورىّ فى وزارته، فأقام يعمل فيها مائة وخمسون صانعا نحو تسع سنين، وصرف عليها ثلاثون ألف دينار؛ أراد بها محاكاة القاتول الذى عمله العزيز بالله (٣) فجاء أعظم منه وأحسن. وبعث إلى متملّك الروم فى طلب عودين للفسطاط طول كل منهما سبعون ذراعا، فأنفذهما إليه؛ وقد بلغت النفقة عليهما حتى وصلا ألف دينار؛ فعمل أحدهما فى الفسطاط بعد أن قطع منه خمسة أذرع، وأخذ الآخر ناصر الدولة ابن حمدان لما خرج إلى الإسكندرية.


(١) جمع خركاء. وهو الخيمة أو النجع.
(٢) الصفرية إناء من النحاس الأصفر بشكل القدر، ولعل المقصود هنا قطعة من النحاس بشكل كرة أو هلال تثبت فوق القبة. Dozy;Supp.Dict.Ar .
(٣) سيأتى فى الجزء الثالث أن القاتول عملت للافضل الجمالى، ويؤيد هذا النويرى فى نهاية الأرب والقلقشندى فى صبح الأعشى.