للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الغنى بن سعيد بهدية إلى القصر، فخلع على عبد الغنى، وأنزل الرسول فى دار بالقاهرة وبلغ الحاكم أن ثلاثة من الرّكابيّة (١) أخذوا هبة من الرسول، فأمر بقتلهم، فقتلوا من أجل ذلك.

وفى جمادى الآخرة ركب الحاكم ومعه أمين الأمناء، الحسين بن طاهر الوزّان، على رسمه؛ فلما انتهى إلى حارة كتامة (٢) خارج باب القاهرة أمر فضربت رقبة ابن الوزّان ودفن مكانه. فكانت مدة نظره فى الوساطة سنتين وشهرين وعشرين يوما؛ وكان توقيعه عن الحاكم: الحمد لله وعليه توكلى. وتقدم الأمر لسائر أرباب الدواوين بلزوم دواوينهم.

واعتلّ الحاكم أياما فركب على حمار بشاشية مكشوفة، وأكثر من الحركة فى العشيّات إلى المقس والتّعدية إلى الجيزة وهو على الحمار. وأكثر من الركوب فى النيل.

وفى حادى عشر شعبان أمر أصحاب الدواوين بأن يمتثلوا ما يرسم به عبد الرحيم بن أبى السيد الكاتب، متولّى ديوان النفقات، وأخوه أبو عبد الله الحسين، وجعلا فى الوساطة والسفارة، ثم قرئ لهما سجلّ بذلك، وخلع عليهما وحملا؛ فوقّعا، وكان توقيعهما:

الحمد لله حمدا يرضاه.

وفى حادى عشريه خلع على أبى العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبى العوّام، وأعطى سجلاّ بتقليده قضاء القضاة، وحمل على بغلة بسرج ولجام مصفّح بالذهب، وقيد بين يديه بغلة أخرى، ونزل إلى الجامع فقرئ سجلّه على المنبر، وفيه: «فقلدك أمير المؤمنين القضاء والصلاة والخطابة بحضرته، والحكم فيما وراء حجابه من القاهرة المعزيّة،


(١) الركابية والركابدارية: العاملون فى بيت الركاب الذى تكون به السروج والملجم ونحوها. صبح الأعشى: ٧:٤، ١٢.
(٢) نسبة إلى قبيلة كتامة الذين كانوا يكونون العدد الغالب من جند الفاطميين فى العصر الأول، وقد قدموا مع جوهر. وموضع هذه الحارة اليوم المنطقة التى تتوسطها حارة الأزهرى وعطفه الدويدارى وما يتصل بهما فى الجنوب الشرقى للجامع الأزهر. النجوم الزاهرة: ٤٦:٤ حاشية: ٤.