والدكتور جمال الدين الشيال يعدّ فى الرّعيل الأول من أساتذة التاريخ الإسلامىّ فى العصر الحاضر، وأعظمهم إخلاصا ونشاطا، وأكثرهم خصبا وإنتاجا، فيما حقّق وصنّف، وألقى من محاضرات، وشهد من مؤتمرات، ونشر من بحوث ومقالات؛ وكانت له عناية خاصة بتراث المقريزىّ، فحقق منها كتاب «الذّهب المسبوك بذكر من حجّ من الخلفاء والملوك»، وكتاب «نحل عبر النّحل»، وكتاب «إغاثة الأمة بكشف الغمة»، كما حقق كتاب «مفرج الكروب فى دول بنى أيوب» لابن واصل، وألّف كتابا فى أعلام الاسكندرية، وآخر فى تاريخ دمياط فضلا عن بحوثه المتنوعة فى نواحى التاريخ الإسلامىّ.
وتقديرا للجهد الّذى بذله فى تحقيق هذا الكتاب، ورغبة فى إحياء آثار المقريزىّ، رأت لجنة إحياء التراث أن تقوم بنشره، وتيسير الانتفاع به.
وإنه لمن كمال التوفيق، وجميل الصّنع أن يظهر هذا الكتاب، والقاهرة توشك أن تحتفل بعيدها الألفىّ منذ أنشأها الفاطميون … إنها تحية طيبة لهذه الذكرى الكريمة.