للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حجر عمه - الملقب بأبى الشلعلع -، وكان على ترتيب الدعوة بعد أخيه، فرتب أمرها لسعيد؛ فلما هلك وكبر سعيد، وصار على الدعوة، وترتيب الدعاة والرئاسة، ظهر أمره، وطلبه المعتضد، فهرب إلى المغرب من سلمية.

ويقال إنه ترسّم بالتعليم كى يخفى أمره، وكان يقول عن محمد أنه ربيب فى حجره، وأنه من ولد محمد بن إسماعيل بن جعفر، وذلك لضعف أمره فى مبدئه، ولذلك يقال عن محمد ابن عبيد الله «يتيم المعلم».

وزعم آخر أن عبيد الله كان ربيبا فى حجر بعض الأشراف، وكان يطلب الإمامة، فلما مات ادعى عبيد الله أنه ابنه؛ وقيل بل كان عبيد الله من أبناء السوقة صاحب علم».

انتهى ما ذكره الشريف.

قال:

ولم يدّع سعيد هذا - المسمى عبيد الله - نسبا إلى على بن أبى طالب إلا من بعد هربه من سلمية، وآباؤه - من قبله - لم يدّعوا هذا النسب؛ وإنما كانوا يظهرون التشيع والعلم، وأنهم يدعون إلى الإمام محمد بن إسماعيل بن جعفر، وأنه حىّ لم يمت.

وهذا القول باطل، وباطنهم غير ظاهرهم، وليس يعرف هذا القول إلا لهم؛ وهم أهل تعطيل وإباحة، وإنما جعلوا علاقتهم بآل رسول الله بابا للخديعة والمكر.

ولم يتم لسعيد أمر بالمغرب إلا أن قال: «أنا من آل رسول الله » فتم له بذلك الحيلة والخديعة، وشاع بين الناس أنه علوى فاطمى من ولد إسماعيل بن جعفر، فاستعبدهم بهذا القول، وخفى أمر مذهبه عليهم إلا من كشف له من خاصته ودعاته فى تعطيل البارئ، والطعن على جميع الأنبياء، وإباحة أنفس أممهم وأموالهم وحريمهم، ومع ما كانوا يظهرون لم يكن لهم جسارة أن يذكروا لهم نسبا على منبر، ولا فى مجمع بين الناس، سوى ما يشيعون أنهم من آل رسول الله بغير نسب ينتسبونه، تمويها على العامة.