للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التجار - فتقرّب إلى واليها وخدمه، وأقام عنده مدة، فبلغ المعتضد (١) خبره، فبعث فى طلبه، فلم يقبض عليه والى سجلماسة؛ فورد عليه كتاب آخر، فقبض عليه وحبسه؛ وكان خبره قد اتصل بأبى عبد الله الداعى - الذى تقدم ذكر خروجه هو وأخوه إلى البربر -، فسار حينئذ بالبربر إلى سجلماسة، وقتل واليها، وأخذ سعيدا، وصار صاحب الأمر، وتسمى بعبيد الله، وتكنى بأبى محمد، وتلقب بالمهدى؛ وصار إماما علويا من ولد محمد بن إسماعيل ابن جعفر الصادق؛ ولم يلبث إلا يسيرا حتى قتل أبا عبد الله الداعى، وتملك البربر، وقلع بنى الاغلب (٢) ولاة المغرب.

قال:

«فعبيد الله - الملقب بالمهدى -: هو [سعيد] (٣) بن الحسين بن أحمد بن عبد الله ابن ميمون القداح بن ديصان الثنوى الأهوازى، وأصلهم من المجوس».

قال:

أما سعيد هذا الذى استولى على المغرب، وتسمى بعبيد الله، فإنه كان بعد أبيه يتيما فى


(١) المعروف أن أبا عبد الله الداعى وصل الى المغرب فى سنة ٢٨٨ هـ (انظر ما يلى)، فلما تغلب على افريقية أرسل يستدعى عبيد الله الذى وصل الى المغرب فى سنة ٢٩٥ - ٢٩٦، فلا يعقل اذن أن يكون الخليفة العباسى الذى أرسل فى طلبه هو المعتضد، لأنه حكم بين سنتى ٢٧٩ - ٢٨٩ - ٨٩٢ - ٩٠٢، انظر
(Lane-Poole:Op.Cit.P .١٢) و (Zambaur:Op.Cit.P .٤)
والأرجح أن يكون من أرسل فى طلبه هو الخليفة المكتفى (٢٨٩ - ٢٩٥ - ٩٠٢ - ٩٠٨) أو الخليفة المقتدر (٢٩٥ - ٣٢٠ - ٩٠٨ - ٩٣٢).
(٢) فى سنة ١٨٤ (٨٠٠ م) ولى ابراهيم بن الأغلب على افريقية من قبل هارون الرشيد وقد خلف هذا الوالى دولة من أسرته استقلت بالحكم، وكان لها شأن عظيم، فقد أنشأت لنفسها أسطولا كبيرا نشر نفوذها فى شواطئ البحر الأبيض المتوسط الاوربية، وخاصة شواطئ ايطاليا وفرنسا وقورسيقة وسردينيا، وافتتح هذا الاسطول جزيرة صقلية سنة ٢١٢ (٨٢٧)، وضمها الى ملك الأغالبة، وظل الأغالبة يحكمون افريقية نيفا وقرنا (١٨٤ - ٢٩٦ - ٨٠٠ - ٩٠٩) حتى ضعف أمرهم، وحتى مهد ملك الادارسة فى المغرب الأقصى وانتشار المذهب الشيعى لنجاح الدعوة الفاطمية فى سنة ٢٩٦ - ٢٩٧. انظر
(Zambaur:Op.Cit.P .٦٧) و (Lane-Poole:Op.Cit.P .٣٦ - ٣٧)
و (دائرة المعارف الاسلامية: مادة أغالبة، وما بها من مراجع).
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة عن (الخطط، ج ٢، ص ١٥٨).