للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووعد من عمل فيه خيرا بمضاعفة الجزاء عليه. فليعتمد العمل بما تضمّنه هذا المنشور، وحطيطة أمره شهر رمضان عن جميع سكان الربع المذكور لاستقبال التاريخ المقدّم منسوبا ذلك إلى القرب الصّالحة والتّجارة الرّابحة، ويفسح فى جميع الدّواوين حجّة بمودعه، وليجلّد بالمسجد الجامع العتيق بمدينة مصر، منعا لمن يروم المطول فيه، أو يفضّ شيئا من وصفه، إن شاء الله».

فلمّا قرئ هذا المنشور ضجّ العامّة بالدعاء ونظم فيه عدّة من الشعراء.

وجرى الرّسم فى وصول كسوة العيد، وهى العدّة الكثيرة، وتفريقها على العادة. وعمل الختم فى آخر الشهر بالقصر والجوامع والمساجد؛ وحصل الاهتمام بالعيد؛ وركب الخليفة إلى المصلّى على العادة، وصلّى بالناس صلاة العيد، وخطب، وحضر السّماط.

وجرى الحال فى يوم عاشوراء، وفى المولد الآمرى، على المألوف.

فيه كان المولد العيسوى، ففرّق ما جرت به العادة من الجامات القاهرية والجامات السّميذ، وقرابات الجلاب وطيافير الزّلابية، والبورى، على أصحاب الرسوم. وعمل فى شهر ربيع الأول المولد الكريم، وفرّق المال على الرّسم.

وفيها وصل رسول الأمير تاج الخلافة أبى منصور حسن بن على بن يحيى بن تميم بن معز ابن باديس (١)، صاحب المهدية، يخبر بانحيازه للدولة، وأنّ رجار بن رجار (٢)، صاحب صقلية تواصلت أذيّته وقد استعدّ لمحاربته؛ وسأل أن يسير لرجار يمنعه من ذلك. فسيّر إليه مصطنع الدّولة على بن أحمد بن زين الخد، فأصلح بينهما.

وفيها نقل المأمون الرّصد من الجبل المطلّ على راشدة إلى علو باب النّصر بالقاهرة.

وفيها توفى ولىّ الدولة أبو البركات بن عبد الحقيق داعى الدّعاة، فاستقرّ عوضه أبو محمّد


(١) يلقبه زامباور بأبى يحيى؛ ثامن أمراء بنى زيرى الذين شمل نفوذهم صنهاجة والمغرب الأوسط واتخذوا القيروان حاضرة لهم، وأصبحت المهدية العاصمة الفاطمية التى أنشأها عبيد الله المهدى داخلة فى نطاق أعمالهم. تولى أبو يحيى هذا سلطاته سنة ٥١٥ (١١٢١)، وعند ما نجح الموحدون تحول أبو يحيى هذا إلى النيابة عنهم فى المهدية من سنة ٥٥٥ (١١٦٠). معجم الأنساب: ١٠٩ - ١١١.
(٢) روجر الثانى المعروف بروجر العظيم Roger the Great . تولى صقلية بين سنتى ٥٠٧ - ٥٢٤ (١١١٣ - ١١٢٩). دائرة المعارف البريطانية.