للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى خامس ربيع الأول أعتق الحاكم زيدان، صاحب المظلة (١)، وأمر أن يكتب على مكاتباته من زيدان مولى أمير المؤمنين.

وخلع على القاضى حسين بن النعمان وقيد بين يديه بغلتان بسروجهما ولجمهما، وحمل إليه عدة ثياب لحضوره العتاقة.

وكثر وقود المصابيح فى الشوارع والطرقات، وأمر الناس بالاستكثار منها وبكنس الطرقات وحفر الموارد وتنظيفها.

وخلع على فتح، غلام ابن فلاح، وندب إلى الخروج على الأسطول.

وقبض على رجل شامى قال: لا أعرف على بن أبى طالب، وأقول إن النبى مرسل، غير أنى لا أعرف علىّ بن أبى طالب. فحبس وروجع؛ فأصرّ على أنه لا يعرف عليا؛ فرفق به القائد حسين فلم يعترف بمعرفة علىّ ، فخرج الأمر بقتله، فضرب عنقه وصلب.

وفى سادس عشر جمادى الآخرة وصل رسول ملك الرّوم (٢)، فحشدت له العساكر من سائر الأعمال، ووقفوا صفّين والحاكم واقف ليراهم. وسار الرسول بين العساكر إلى باب الفتوح، ونزل، ومشى إلى القصر يقبل الأرض فى طول المسافة حتى وصل إلى حضرة


(١) المظلة، ويعبر عنها أيضا بالجتر، والطير، والقبة: قبة من حرير أصفر مزركش بالذهب، بأعلاها شكل طائر من فضة وقد يطلى بالذهب. وعرفت زمن المماليك بالقبة والطير، بينما كان يطلق عليها زمن الفاطميين المظلة. صبح الأعشى: ٤ «وكانت المظلة تتكون من اثنى عشر شوزكا، عرض أسفل كل شوزك شبر وطوله ثلاثة أذرع وثلث ذراع، وآخر الشوزك من فوق دقيق جدا، فيجتمع ما بين الشوازك فى رأس عمودها دائرة، والعمود من الزان ملبس بأنابيب الذهب، وفى آخر أنبوبة تلى الرأس فلكة بارزة قدر عرض إبهام، فيشد آخر الشوازك فى حلقة ذهب؛ وللمظلة أضلاع من خشب الخلنج مكسوة بالذهب على عدد الشوازك، خفاف بطول الشوازك، وفيها خطاطيف لطاف وحلق يمسك بعضها بعضا تنضم وتنفتح؛ ورأسها كالرمانة ويعلوه أيضا رمانة صغيرة كلها ذهب مرصع بجوهر … » النجوم الزاهرة: ٨٤:٤ - ٨٥.
(٢) الامبراطور باسيل الثانى.