ولد بالمهدية في أول ليلة من جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثمائة، وقيل ولد بالقيروان في سنة اثنتين وثلاثمائة، وقيل بل في سنة إحدى وثلاثمائة.
وبويع له في شوال سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
وتوفي يوم الأحد الثالث وعشرين من شوال، وقيل يوم الجمعة مع الظهر سلخ شوال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وسترت وفاته إلى يوم الأحد سابع ذي الحجة منها.
وكان له من العمر إحدى وأربعين سنة وخمسة أشهر.
وكانت ولايته الخلافة بعد أبيه ثماني سنين، وقيل: سبع سنين وعشرة أيام، وقيل: كان عمره تسعا وثلاثين سنة.
وكان فصيحا بليغا خطيبا حاد الذهن، حاضر الجواب، بعيد الغور، جيد الحدس، يخترع الخطبة لوقته؛ وأحواله التي تقدم ذكرها مع أبي يزيد وغيره تدل على شجاعته وعقله.
قال أبو جعفر أحمد بن محمد المرورذي:
كنت مع المنصور في اليوم الذي أظهره الله بمخلد بن كيداد أبي يزيد، وهزمه، فتقدمت إليه، وسلمت عليه، وقبلت يده، ودعوت له بالنصر والظفر، فأمرني بالركوب وقد جمع عليه سلاحه وآلة حربه، وتقلد سيف جده ذا الفقار، وأخذ بيده رمحين فحدثته ساعة، فجال به الفرس، ورد أحدهما إلى يده اليسرى، فسقط إحدى الرمحين من يده إلى الأرض،