للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فوصفوا له امرأة رجل يهودى حداد مات عنها زوجها [وهى فى غاية الحسن] (١) ولها ولد من الحداد يماثلها فى الجمال، فأحبها وحسن موقعها منه، وأحب ولدها، وأدّبه وعلمه، فتعلم العلم، وصارت له نفس عظيمة، وهمة كبيرة، فمن العلماء من أهل هذه الدعوة من يقول إن الإمام الذى كان بسلمية - وهو الحسين - مات ولم يكن له ولد، فعهد إلى ابن اليهودى (٢) الحداد


(١) ما بين الحاصرتين زيادة عن (ج)
(٢) اعتاد المؤرخون السنيون أن يرددوا هذا الرأى القائل بانتساب الفاطميين الى أصل يهودى، وترداد هذا الرأى - الى جانب القول بانتمائهم الى ميمون القداح - دليل قوى على بعده عن الحقيقة، وعلى أنه وضع لتجريح الفاطميين والتشكيك فى صحة نسبهم، مما دفع (Lacy O'Leary:The Fatimid Caliphate،P .٣٣ - ٣٤)
أن يسمى هذا الرأى «الخرافة اليهودية «The Jewish Legend ، وقد اتخذت هذه الخرافة فى تلك المراجع أشكالا أربعة:
١ - أول اشارة اليها توجد فى (ابن مالك: كشف أسرار الباطنية، ص ١٧ وما بعدها)، وقد نقلها عنه باختصار (الجندى: أخبار القرامطة، ص ١٤٠)، وخلاصة رأى ابن مالك أن عبد الله بن ميمون «كان يعتقد اليهودية ويظهر الاسلام، وهو من اليهود من ولد الشلعلع من مدينة سلمية، وكان من أحبار اليهود، وأهل الفلسفة، وكان صائغا يخدم شيعة اسماعيل ابن جعفر الصادق، وكان حريصا على هدم الشريعة المحمدية .. الخ».
٢ - وتروى بعض المراجع الأخرى. انظر مثلا (Maqrizi،Quatremere P .١١٥) و (ابن الأثير: الكامل، ج ٨) و (أبو الفداء، ج ٢ ص ٦٣ - ٦٤) نفس الرواية المذكورة هنا فى المتن، وخلاصتها أن الحسين - من نسل ميمون - وقد تزوج امرأة يهودى وتبنى ولدها، ونقل اليه الدعوة، وقد روى هذه القصة أيضا عبد العزيز بن شداد، ورواها منسوبة الى القاضى عبد الجبار البصرى كل من (أبى المحاسن: النجوم، ٤، ص ٧٥) و (السيوطى: تاريخ الخلفاء، ص ٣).
٣ - أما الشكل الثالث لهذه الرواية فيتلخص فى أن سعيدا كان ابنا لجارية من جوارى جعفر الصادق، وقد أولدها اياه رجل يهودى كان يحبها. انظر: (ابن عذارى: البيان المغرب، ج ١، ص ١٥٨).
٤ - أما الشكل الرابع فيتلخص فى أن سعيدا قتل فى سجنه بسلمية، وحفظا للدعوة أظهر أبو عبد الله - مكان سعيد - عبدا يهوديا، ونادى به خليفة. انظر:
(Maqrizi،Quatermere،P .١٠٨)
ومن الواضح أن هذا الاختلاف فى الروايات دليل آخر على ضعف هذه القصة وبعدها عن الصحة، ويرى (B.Lewis:Op.Cit.P .٦٨) أن استعانة الفاطميين باليهود وتوليتهم الوظائف الكبرى فى الدولة مما دفع أعداءها الى ابتداع هذه القصة، واتهامهم بالانتماء الى أصل يهودى، ويؤيد لويس رأيه هذا بأن ابن مالك - وهو أول راو لهذه القصة - كان يعيش فى عهد المستنصر، وقد تولى الوزارة فى عهد هذا الخليفة اثنان من اليهود، هما: ابن سهل التسترى، وصدقة الفلاحى. انظر: (ابن -