فيها أفرج الوزير رضوان عن شمس الخلافة مختار الأفضلي، صاحب باب بهرام، من الاعتقال وولاه الإسكندرية.
فيها تشدد رضوا على الأنصاري من أصحاب بهرام وصادره، وقتلهم بالسيف، وأباد أكثرهم. وتطلع إلى تقديم أرباب المعارف من أرباب السيوف والأقلام، وأحسن إليهم، وزاد في أرزاقهم.
ووجد نصرانياً قد توصل في أيام بهرام إلى ديوان النظر، يعرف بالأخرم، وبذل في كل يوم ألف دينار سوى المؤن والغرامات؛ فآذى المسلمين وشق عليهم، فصرفه رضوا واستخدم بدله رجلاً يقال له المرتضى المحنك بغير ضمان.
وتقدم إلى ديوان الإنشاء بانشاء سجل في الوضع من النصارى واليهود؛ فأنشأه أبو القاسم ابن الصيرفي، منعوا فيه من إرخاء الذوائب وركوب البغلات ولبس الطيالسة، وأمر النصارى بشد الزنانير المخالفة لألوان ثيابهم، وألا يجوزوا على معابد المسلمين ركبانا؛ فما رئي في أيامه يهودي ولا نصراني يجوز على الجامع راكباً، لكنه ينزل ويقود دابته. وأمر أن يؤخذ الجزية من فوق مساطب وهم وقوف أسفلها. ومنعهم من التكني بأبي الحسن وأبي الحسين وأبي الطاهر، وأن يبيضوا قبورهم. وضمن ذلك كله السجل؛ فعمل به.
وفيها نزع السعر لتوقف النيل، فنال الناس مجاعة؛ فأمر الحافظ بفتح