فلم يغاثوا. وتعذر وجود الخبز، وازدحم الناس على شراء الغلال، ووقف سعر التليّس على دينار إلا أنه لا يوجد إذا طلب؛ وأبيع سرّا التليس القمح بدينارين، والحملة الدقيق بدينارين وربع، والخبز أربعة أرطال بدرهم، وثمن الحمل الدقيق بعشرين درهما (١)
وأهلّ شهر رجب بيوم الأربعاء. وفى ثالثه توجه أبو القاسم بن رزق البغدادى فى الرسالة إلى الحجاز. وفى خامسه خلع على داود بن يعقوب الكتامى ثوب مثقل وعمامة، وقلّد الحسبة والأسواق والسواحل؛ فنزل فى موكب عظيم وبين يديه اثنتا عشرة نجيبة تحيط به إلى مجلس الحسبة بمصر، فنظر فى الأسعار عوضا عن ابن غرة فاستقامت الأحوال. وقلّد ذو القرنين أبو المطاع بن الحسن بن حمدان الإسكندرية وأعمالها غربا وأمّر ولده فاضل ولقّب عظيم الدّولة، واستقر عوضه والى البلد.
وفيه قرئ بالإشراق سجل برفع المناكر وترك التظاهر بشيء منها، وألا يخرج النساء من بعد العصر إلى الطّرقات بالقرافة؛ وأن تنزّه هذه الأشهر الشّريفة عن المناكير؛ وألا يجتمع الناس كما كانوا يجتمعون بالجزيرة والجيزة وبالقرافة على شيء منها ومن المحظورات؛ وأن يمنع الغناء ظاهرا إلا بالقضيب فإنه مباح.
وفى ثامنه قلّد محمد بن عبد الله بن مدبر ديوان الخراج شركة. وركب الظاهر إلى مسجد تبر؛ وعاد. وفى غده تعذّر وجود الخبز، وأمر ببلّه فى الماء فى القصارى؛ قيل وبيع ثلاثة أرطال بدرهم، ثم وجد. وفتحت مخازن جماعة من أهل الدولة.
(١) التليس مائة وخمسون رطلا مصريا والحملة ثلاثمائة رطل. قوانين الدواوين: ٣٦٥. وهذا شيء غريب: أن يكون تليس القمح، وهو ما يوازى نصف حملة الدقيق وزنا، بدينارين بينما تكون حملة الدقيق بدينارين وربع دينار. ويذكر ابن مماتى أن الرطل المصرى يساوى مائة وأربعمائة وأربعين درهما. قوانين الدواوين: ٥٤٥.