في آخر شوال ركب الوزير علي بن جعفر بن فلاح إلى البرك التي قبل الخليج خارج القاهرة، فثار عليه فارسان، فأخذه أحدهما فألقاه، وفرا، فلم يعرف خبرهما، وحمل إلى داره فمات من الأخذ. وولى الوزارة بعده الظهير صاعد بن عيسى بن نسطورس فأقام إلى رابع ذي الحجة. وقيل تولى بعده شمس الملك مسعود بن طاهر الوزان.
وفيها عزل الحاكم سديد الدولة عن دمشق، ووليها عبد الرحيم بن إلياس، وسار إليها لعشرين من جمادى الآخرة، فبينما هو قصره إذ هجم عليه قوم ملثمون فقتلوا جماعةً من غلمانه، ثم أخذوه ووضعوه في صندوق وحملوه إلى مصر. فلم يكن بها أكثر من شهرين، ثم أعيد إلى دمشق فأقام بها ليلة العيد. وورد من مصر رجل يقال له أبو الداود المغربي ومعه جماعة، وأخرجوا عبد الرحيم وضربوا وجهه؛ وأصبح الناس يوم العيد وليس لهم من يصلي بهم. وعجب الناس من هذه الأمور.
وفيها سومح ضامن الصعيد الأعلى بما عليه وهو أربعة وستون ألف دينار وسبعمائة وخمسة وستون دينارا.