للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتسلّم جلال الدّولة بن بويه (١) من العين، له ولمن يجرى مجراه وعدّتهم عشرة نفر، من عطيّة واحدة مبلغ أربعة وأربعين ألف دينار ومائة وثلاثين دينارا. ووصل إلى بغداد على يد التّجّار ممّا خرج من القصر، على ما وقفت فى تاريخ بعض البغداديين، أحد عشر ألف درع وعشرون ألف سيف محلّى، وثمانون ألف قطعة بللّور وخمسة وسبعون ألف قطعة من الديباج. وبيع طشت وإبريق من بللور باثنى عشر ألف دينار؛ وبيع نحو السبعين ألف قطعة من الثياب، وعشر حبات زنتها عشرة مثاقيل بأربعمائة دينار.

قال ابن ميسر: رأيت مجلّدة تجئ نحو العشرين كراسة، فيها ذكر ما خرج من القصر من التحف والأثاث والثياب والذّهب وغير ذلك.

وفيها صرف الوزير محمّد بن جعفر ابن المغربى عن الوزارة فى رمضان، وتقرر جلال الملك أبو أحمد، أحمد بن عبد الكريم بن عبد الحاكم بن سعيد الفارقى. وفيها قتل أمير الجيوش بدر بساحل الشام الشّريف أبا طاهر حيدرة، ناظر دمشق (٢)، لإحن كانت فى نفسه منه، وكان يعدّ من الأجواد. وفيها تغلب الأمير حصن الدولة معلّى بن حيدرة الكتامى على دمشق واقتحمها قهرا (٣) بالسيف فى شوال، فأساء السيرة فى الناس.

وفيها عظم الغلاء بمصر واشتدّ جوع الناس لقلّة الأقوات فى الأعمال وكثرة الفساد، وأكل الناس الجيفة والميتات، ووقفوا فى الطرقات فقتلوا من ظفروا به؛ وبيعت البيضة من بيض الدجاج بعشرة قراريط، وبلغت راوية الماء دينارا، وبيعت دار ثمنها تسعمائة


(١) هو جلالة الدولة بن بهاء الدولة فيروز بن عضد الدولة بن ركن الدولة الحسن بن بويه.
(٢) وكان الشريف حيدرة بن إبراهيم أبى طاهر بن أبى الجن قد وصلها فى شعبان سنة ٤٦٠ ناظرا على الشام (وزيرا عليها) مع واليها الأمير قطب الدولة؛ باز طغان، فترصد له بدر الجمالى، الوالى المعزول، لإحن كانت بينهما، حتى نجح فى اقتناصه وقتله، ذيل تاريخ دمشق: ٨٤. وكان عالما قارئا، هرب من الجمالى إلى عمان البلقاء فغرر به بدر ابن حازم صاحبها وسلمه للجمالى فى مقابل اثنى عشر ألف دينار وخلع كثيرة. النجوم الزاهرة: ٨٥:٥.
(٣) «وليها قسرا وغلبة وقهرا من غير تقليد» فبالغ فى المصادرات وارتكب من الظلم ومصادرة المستورين الأخيار الشئ الكثير. وقيل إن التقليد وصله بعد أن تولاها قهرا. ذيل تاريخ دمشق: ٩٥ - ٩٦.