للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نهار الثلاثاء رابع عشريه، وهو رابع النّوروز، أحضر المحتسب الجزّارين والهرّاسين (١) ومنعهم من ذبح الأبقار، فانقطع بيع لحمها من الأسواق.

وفى خامس عشريه ركب الظاهر إلى مسجد تبر فى عساكره، وعاد.

شهر رجب؛ أوله الاثنين. فى ثانيه ركب الظاهر إلى نواحى القصور وعليه عمامة ياقوتية مذهبة وثوب دبيقى بياض مذهب بغير مظلة؛ وعاد.

وفيه قدم الخبر بأن منتخب الدّولة أنوشتكين الدّزبرى متولى حرب فلسطين، أنفذ إلى بيت جبرين (٢)، إقطاع حسّان بن جرّاح، من قبض على أمواله؛ فبعث إلى أعوان الدّزبرى وأخذهم وضرب أعناقهم. فلما بلغ ذلك الدّزبرى قبض بالرملة على أبى الغول الحسن بن فيروز، صاحب حسان، وعلى كاتبه وسجنهما فى حصن يافا مقيدين.

وفى رابعه زيّن العامة أسواق البلد، وخلّقوا (٣) وجوه الصبيان، ونادوا بوفاء النيل ستة عشر ذراعا، فخلع على ابن أبى الرّداد خلعا دبيقية مذهبة ورداء محشوّا مذهبا وعمامة شرب مذهبة، وحمل على بغلين بسرجين ولجامين مذهبين، أحد السّرجين مصفّح؛ وأعطى ستّ عشرة قطعة ثياب وثلاثة آلاف درهم. وبلغ الماء اصبعين من سبعة عشر ذراعا، فكان يوما حسنا كثر فيه سرور الناس.

وفيه خلع على بقى الخادم الأسود، غلام بدر الدولة نافذ، ثوب مثقل طميم وعمامة قاضى مذهبة، وسيف ذهب؛ وقلّد الشرطتين بمصر؛ وحمل على فرس بسرج ولجام مذهب،


(١) الذين يعملون الهريسة، وهى اللحم المفرى. وكانت هذه الهريسة تعمل بكثرة فى أيام الأعياد، وفى القرافة فى ليالى الصيف، مع سائر المشروبات والحلوى المتنوعة وتباع مع الخبز بما يشبه «الساندوتش» فى أيامنا هذه.
(٢) يعرفها ياقوت بأنها بليد بين بيت المقدس وغزة، ومنها إلى القدس مرحلتان وإلى غزة أقل من ذلك، وكان بها قلعة حصينة خربها صلاح الدين لما استنفذ بيت المقدس من الصليبيين. معجم البلدان: ٣٢١:٢.
(٣) الخلوق كصبور وكتاب ضرب من الطيب، وخلقه بالخلوق طيبه وزينه. القاموس المحيط.