فيها رفع صلاح الدين جميع المكوس بديار مصر وأبطلها.
وفيها أمر بهدم المعونة بمصر فهدمت، وعمرها مدرسة للشافعية؛ ولم يكن قبل ذلك بديار مصر مدرسة لأحد من الفقهاء فإن الدولة كانت إسماعيلية. وهذه المدرسة بجوار جامع عمرو بن العاص وعرفت أخيراً بالمدرسة الشريفية؛ وهي أول مدرسة عمرت بمصر لإلقاء العلم. وأنشأ دار الغزل به مدرسةً للمالكية بجوار الجامع أيضا، وتعرف اليوم هذه المدرسة بالقمحية.
وفيها عزل صلاح الدين قضاء مصر من الشيعة، وولي قاضي القضاة صدر الدين عبد الملك بن درباس الهدباني الشافعي، وجعل إليه الحكم في جميع بلاد مصر بعدما أحضره من المحلة، وخلع عليه في يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الآخرة؛ فعزل من كان بها من القضاة واستناب عنه قضاةً شافعية. ومن حينئذ اشتهر مذهب الشافعي ومذهب مالك بديار