للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولد يوم الثلاثاء لعشر بقين من المحرّم سنة ستّ وأربعين وخمسمائة (١)؛ وبويع عند انتقال الفائز يوم الجمعة قبل الصّلاة لثلاث عشرة بقيت من رجب سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وعمره يومئذ تسع سنين وستة أشهر وسبعة أيّام (٢).

وذلك أنه لمّا مات الخليفة الفائز ركب الصّالح بن رزّيك إلى القصر بثياب الحزن، واستدعى زمام القصر، وسأله عمّن يصلح فى القصر للخلافة؛ فقال: ههنا جماعة.

فقال: عرّفنى بأكبرهم. فسمّى له واحدا، فأمر بإحضاره. فتقدّم إليه أمير يقال له على ابن مزيد وقال له سرّا: لا يكن عبّاس أحزم منك رأيا حيث اختار الصّغير وترك الكبير واستبدّ بالأمر. فمال إلى قوله، وقال للزّمام: أريد منك صغيرا. فقال: عندى ولد الأمير يوسف بن الحافظ واسمه عبد الله، وهو دون البلوغ. فقال: علىّ به. فأحضر إليه بعمامة لطيفة وثوب مفوّط، وهو مثل الوحش، أسمر، كبير العينين، عريض الحاجبين


(١) يختلف المؤرخون فى تحديد تاريخ مولده، فيذكر أبو المحاسن أنه: «ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة وقيل سنة أربعين»؛ ويذكر كذلك أن ابن خلكان يقول إنه «ولد يوم الثلاثاء لعشر بقين من المحرم سنة سبع وأربعين وخمسمائة». ويعلق محققة على هذا بأن المذكور فى وفيات الأعيان سنة «ست وأربعين وخمسمائة». ويقتبس أبو المحاسن كذلك الحافظ أبا عبد الله الذهبى فى كتابه تاريخ الإسلام فى قوله: «ولد سنة ست وأربعين وخمسمائة فى أولها». وبطبيعة الحال يؤدى هذا الاختلاف فى تحديد تاريخ المولد إلى اختلاف آخر فى عمره حين بويع بالخلافة وحين الوفاة. قارن النجوم الزاهرة ٣٣٤:٥، ٣٣٨؛ نهاية الأرب: ٢٨؛ وفيات الأعيان: ٢٦٩:١ - ٢٧٠.
(٢) وقد سها المقريزى فى حساب عمره هنا إذ أنه يكون قد تولى الخلافة وسنه تسع سنين وخمسة أشهر وسبعة وعشرون يوما. وقد كتب الصالح طلائع بن رزيك إلى أسامة بن منقذ بدمشق يعلمه بوفاة الفائز وخلافة العاضد، فأجابه أسامة:
هناء بنعمى قل عن قدرها الشكر … وصبر الرزء لا يقوم به الصبر
مضى الفائز الطهر الإمام، وقام بال … إمامة فينا بعده العاضد الطهر
إماما هدى، لله فى نقل ذا إلى … كرامته، وفى إقامة ذا سر
فعش أبدا، واسلم لهم يا كفيلهم … تدافع عنهم كل حادثة تعرو
كتاب الروضتين: ٣١١:١.