في محرم أمر ألا يدخل يهودي ولا نصراني الحمام إلا ويكون مع اليهودي جرس ومع النصارى صليب. ونهى عن الكلام في النجوم، فتغيب عدة من المنجمين وبقي منهم جماعة وطردوا؛ وحذر الناس أن يخفوا أحداً منهم، فأظهر جماعة منهم التوبة فعفى عنهم، وحلفوا ألا ينظروا في النجوم.
وأمر بغلق سائر الدواوين وجميع الأماكن التي تباع فيها الغلال والفواكه وغيرها ثلاثة أيام من آخر حزن عاشوراء؛ فلما كان يوم عاشوراء أغلقت سائر حوانيت مصر والقاهرة بأسرها إلا حوانيت الخبازين. ونزل الذين عادتهم النزول في يوم عاشوراء إلى القاهرة من المنشدين وغيرهم أفراداً غير مجتمعين ولا متكلمين، فما اجتمع اثنان في موضع. وخرج الحاكم في أمره وبذيله القاضي إلى بلبيس، فنظر إلى العسكر المجهز مع علي بن فلاح، وعاد من الغد، ورحل العسكر.
وأكثر الحاكم في هذا الشهر من الصدقات وإعطاء الأموال الكثيرة جدا. وأعتق سائر مماليكه وجواريه. وفتح فيه الخليج يوم السابع عشر من مسرى والماء على أربعة عشر ذراعا وثمانية أصابع.
وفي أول صفر صرف القائد غين عن الشرطتين والحسبة، وتقلدها مظفر الصقلبي حامل المظلة. وأذن لليهود والنصارى في مسيرهم إلى حيث ساروا من بلاد الروم. وورد الخبر بوصول عساكر مصر ودمشق إلى الرملة وخروج العرب منها. وأمر ببناء جامع الإسكندرية وأطلق مالا كثيرا للصدقة والتفرقة.
وفيه جمع سائر الناس على اختلافهم بالقصر وقرئ عليهم سجل بأن أبا القاسم