للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبعث أبو محمود بعمال الشام، فجاسوا فى بستان الإخشيد بالقاهرة.

وفى يوم عيد الفطر ركب المعز وصلى بالناس على رسمه وخطب.

وفيه ورد الخبر بدخول أبى محمود إبراهيم بن جعفر إلى دمشق، وتمكّن سلطانه بها وقوته، وأنه قبض على جماعة أبى الهيجاء القرمطى وابنه، واستأمن إليه جماعة من الإخشيدية والكافورية، وأخذ محمد بن أحمد بن سهل النابلسى، وسيّره مع الجماعة إلى المعز.

وكان من خبر أبى محمود إبراهيم بن جعفر أنه سار من الرملة، ونزل على أذرعات، وقد سار ظالم بن موهوب العقيلى نحو دمشق بمراسلة أبى محمود ليتفقا على أبى الهيجاء القرمطى، وكان أبو الهيجاء بن منجا القرمطى بدمشق فى نحو الألفى رجل، وقد طلب منه الجند مالا، فقال: «ما معى مال»، ووافى ظالم بن موهوب العقيلى عقبة دمر، فخرج إليه أبو الهيجاء وابنه بمن معه، ففرّ عدة من الجند، ولحقوا بظالم مستأمنين إليه، فقوى بهم، وسار بهم فأحاط بأبى الهيجاء، فلم يقدر على الفرار، فأخذه وابنه، بعد أن وقعت فيه ضربة، وانقلب العسكر كله مع ظالم، فملك دمشق لعشر خلون من شهر رمضان سنة ثلاث وستين، فحبس أبا الهيجاء وابنه، وقبض على جماعة من أصحابه، وأخذ أموالهم.

ثم إنه طلب شيخا من أهل الرملة يقال له أبو بكر محمد بن أحمد النابلسى - كان يرى قتال المغاربة وبغضهم ويرى أن ذلك واجب - ويقول: «لو أن معى عشرة أسهم لرميت تسعة فى المغاربة وواحدا فى الروم».

وكان الحسن بن أحمد القرمطى لما انهزم عن مصر، سار أبو بكر النابلسى إلى دمشق، فأخذه ظالم بن موهوب وحبسه، ونزل أبو محمود على دمشق لثمان بقين من رمضان، فتلقاه ظالم، فأنس به أبو محمود، فأخرج إليه أبا الهيجاء بن منجا القرمطى وابنه وأبا بكر بن النابلسى، فعمل لكل واحد منهم قفصا من خشب، وحملهم إلى مصر، فدخلوا إلى القاهرة فى شوال، فطيف بهم على الإبل بالبرانس والقيود، وابن النابلسى ببرنس على جمل وهو مقيد، والناس يسبونه ويشتمونه ويجرون برجله من فوق الجمل.