للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فنظر إليه المعز منكرا عليه وأخرج؛ وتكلم الرسول فى الهدنة، وأخذ المعز كتابه، وأنزل فى دار.

وفيه أطلق المعز طنجمية (؟)، وهم عشرة لكل واحد ثمانمائة رباعى ذهبا، وزنها مائتى مثقال.

ووردت الأخبار بأن القرمطى فرّ على وجهه، وتمزقت عساكره، فلم يفلحوا إلى اليوم.

وطيف بأسارى من القرامطة على الإبل بالبرانس، وعدتهم ألف وثلاثمائة، مقدمهم مفلح المنجمى ببرنس كبير على جمل بثوب مشهر مكتوب على ظهره اسمه وما عمل، وخلفه جماعة من وجوه القرامطة، وبين أيديهم الرءوس على الحراب وعدتها آلاف، وكان يوما عظيما واجتماعا كثيرا؛ فلما فرغوا من التطواف اعتقلوا بالقاهرة.

وفيه خرج المعز على فرس، وقد اجتمع الناس من الأشراف والقواد والعمال والكتاب والمغاربة، فوقفوا بين يديه، فقال لهم:

«قد أنعم الله ﷿ وتفضّل وخوّل، ومكّن، ونريد الحجّ وزيارة قبر جدى رسول الله والجهاد، فايش يقصر عن هذا؟ إن قلت ليس عندى مال، إنى لكاذب؛ وإن قلت ليس عندى كراع وسلاح، إنى لكاذب؛ وإن قلت ليس عندى رجال، إنى لكاذب؛ اللهم أعنى بنية أقوى من نيتى».

وفيه خرج الأمر بقتل الأسارى الذين فى الاعتقال، فقتلوا عن آخرهم، وحفرت لهم أخاديد ودفنوا، فلما بلغ المعز ذلك قال:

«والله ما أمرت بقتلهم، ولقد أمرت بإطلاقهم، ويدفع لكل منهم ثلاثة دنانير».

واغتمّ لذلك وتصدّق وأعتق.

وورد الخبر بقتل على بن أحمد العقيقى من الأشراف، وابنه ذا من يح (كذا) الحسينى وأن البادية قتلهم بالصعيد، وكانوا من أصحاب أخى مسلم.

وفيه قبض أبو إسماعيل الرّسّى على ابنه على بن إبراهيم، وأخبر المعز، فقال له المعز:

«يكون عندك محتفظا به»، وكان أيضا من أصحاب أخى مسلم الذين ظاهروا مع القرمطى.