للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقدم الخبر بمحاربة الدّزبرى لأصحاب حسّان بن جراح على عسقلان، وأن عدّة جند الدّزبرى خمسة آلاف قد نهكتهم الحرب والغارات. وقبض على رجل قدّمه حسان بن جراح إلى بنى قرّة بالبحيرة يدعوهم إلى نصرته ويعدهم مواعيد كثيرة، فأجابوه بالموافقة؛ وأخذت منه الكتب وحبس.

وكانت ليلة الميلاد (١) فى يوم الخميس عشريه، فاشتغل الناس عمّا كانوا يبتاعونه فيها من الفواكه والحلوى بما هم فيه من الأمراض؛ وتواتر الموت، بحيث لم تخل دار أحد من عدّة مرضى من الدّم وأوجاع الحلق؛ وبلغت الرّمّانة ثلاثة دراهم، والبطيخة البرلسى ثلاثين درهما، والأوقية الشراب بدرهم، والقمح ثلاثة دنانير التّلّيس، والأردب الشعير؛ بدينار، والرطل اللحم ثمانية دراهم. وعز وجود شيء من الحيوان مثل الدجاج والفراريج؛ وبلغت راوية الماء ثلاثة دراهم. فتهالك الناس من كل جهة، وكسرت الأسواق، فكانت الثياب والأمتعة ينادى عليها فلا يوجد من يدفع درهما فما فوقه.

وفيه قطع على حاجّ المغاربة الخارجين فى البرّ عند تعذّر أمر الحج، فتقدمت جماعة من المغاربة القادمين من بلاد المغرب بغير أمير، فلما جاوزوا بركة الجبّ قطع عليهم الطّريق وأخذت أموالهم، فهلك منهم عدة وعاد من بقى.

ذو القعدة؛ أوله الأحد. فيه اشتدت عقوبة جوارى محسن بن بدواس فى طلب المال.

وكانت ليلة الغطاس (٢) فى ليلة الأربعاء رابعه، فجرى من هو صحيح على العادة فى شراء


(١) الميلاد اليوم الذى ولد فيه المسيح، ، ويحتفل به نصارى مصر فى التاسع والعشرين من كيهك. وكان من رسوم الفاطميين فيه أن تفرق فيه الجماعات المملوءة من الحلاوات القاهرية، والمتارد التى فيها السمك، وقرابات الجلاب، وطيافير الزلابية والبورى. الخطط: ٤٩٤:١.
(٢) ليلة الغطاس من أعياد النصارى التى كان يشارك فيها الفاطميون وإن كان الاحتفال بها جاريا قبل قدوم الفاطميين إلى مصر، ويحتفل بها فى الحادى عشر من شهر طوبة يخرج الناس فيها - مسلمين ونصارى - إلى النيل ويوقدون المشاعل والشموع ويركبون الزوارق ويضربون الخيام على الشاطئ ويكثرون من إحضار المآكل والمشارب فى آنية الذهب والفضة -