للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وثوب سقلاطون (١) دارى، وثوب عتابى، وشاشية دبيقى، ولفافة؛ وجميع ذلك فى تخت مبطّن عليه لفافة دبيقى؛ وغير ذلك من الكساوى برسم نسائه وأصحابه. وجهّز لأمين الدولة جمشتكين، صاحب صلخد (٢)، بذلة مذهبة ومنديلها، وعدّة ثياب، وغيرها.

فى شعبان وصلت الأساطيل بمن فيها سالمين، وقد غنموا شينيين من شوانى الفرنج وبطشة كبرى (٣)، وعدة من النساء والرّجال (٤). وذكر للمأمون أنّ الأسرى المذكورين يؤخذ منهم فى الفداء ما يزيد عن عشرين ألف دينار عينا؛ فقال: والله لا أبقى منهم أحدا؛ قد قتل لنا خمسمائة رجل يساوون مائة ألف، وقد أظفر الله بما يكون دية عنهم؛ لا يشاع عنا أنّا بعنا الفرنج وربحنا أثمانهم عوضا عن رجالنا.

وركب الخليفة بما جرت به العادة، واصطفت العساكر بالعدد والأسلحة؛ وعاد، وخلع على الأمراء وعلى زمام الأسطول والرّؤساء.

وحضرت الحجّاب، المندوبين لقتل الفرنج، بأنهم لمّا شاهدوا الحال بذلوا فى خلاص أنفسهم ثلاثين ألف دينار، وأنه يرجى منهم أكثر من ذلك؛ فكتب الجواب بالإنكار وإمضاء السّيف فيهم؛ فقتل الرجال بأسرهم وقد اجتمع الناس وضجّوا بالتّهليل والتكبير عند قتلهم، فكان أمرا مهولا. وقد ذكر هذا اليوم عدّة من الشعراء.

وجرى الرسم فى أسمطة شهر رمضان، والرّكوب إلى الجمع، وفى كسوة غرّة شهر رمضان على العادة.


(١) السقلاطون الملابس الحريرية الفاخرة الملونة بالألوان القرمزية وغيرها. وهو اسم بلد بأرض الروم تصنع فيه تلك الملابس وتنسب إليه. النجوم الزاهرة: ٨٠:٤: حاشية: ٦. وكان هذا النوع من الملابس يصنع أيضا بتبريز وبغداد. صبح الأعشى: ٤٧٢:٣.
(٢) المقصود بها مدينة صرخد التى تلاصق بلد حوران، من أعمال دمشق. معجم البلدان: ٣٤٩:٥ - ٣٥٠.
(٣) البطشة سفينة حربية كبيرة كانت تستخدم فى نقل مهمات الحرب وذخائرها وميرة الجنود، وقد تحمل من ٣٠٠ إلى ٧٠٠ مقاتل. مفرج الكروب: ٧٧:٢: حاشية: ١. والشينى، ويسمى الغراب مركب حربى له مائة وأربعون مجدافا وفيه المقاتلة والجدافون. قوانين الدواوين: ٣٤٠. وفى أنواع سفن الأسطول انظر قوانين الدواوين: ٣٣٩ - ٣٤٠، ٤٥٣ - ٤٥٤، ٤٥٦؛ وصبح الأعشى: ٥١٩:٣ - ٥٢٠.
(٤) يذكر ابن القلانسى فى حوادث هذه السنة التقاء أسطول مصرى بأسطول البنادقة ونشوب حرب بين الجانبين انتهت بانتصار البنادقة وأسر عدة قطع من الأسطول المصرى. ويروى ابن الأثير هذه الحادثة بنفس الصورة. ذيل تاريخ دمشق: ٢٠٩؛ الكامل: ٢٢٠:١٠.