للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من مصر بعزل بشارة عن دمشق وولايته طبرية، واستقرار جيش على ولاية دمشق، فدخلها واستقر بها.

وفى شهر رمضان صلى الحاكم بجامع القاهرة بالنّاس بعد ما خطب وعليه رداء، وهو متقلّد سيفا وبيده قضيب، وزرّر عليه جلال القبة لما خطب، وقال خطبة مختصرة سمعها من قرب منه. وهى أوّل جمعة صلاّها؛ ثم صلى جمعة أخرى (١)؛ وصلى (٢) صلاة عيد الفطر فى المصلّى، وخطب على الرسم المعتاد، وحضر السماط.

وأحضرت امرأة من الشام فى علبة طولها ذراع واحد من غير زيادة، وافت من خراسان، ومعها أخ لها فى قدّ الرجال، فأنزلت بالقصر وأقيم لها ولمن معها الأنزال، وكانوا عدة، وقطع لها فى وقت واحد مائة ثوب مثقل وحرير. وكانت مليحة الكلام نظيفة، ولبثت بضعة وثلاثين يوما وماتت، فكانت لها جنازة عظيمة.

وسارت قافلة الحاج فى ثالث عشر ذى القعدة بالكسوة والصّلات على العادة. وصلّى الحاكم يوم عيد النحر بالمصلّى وخطب.

ووصل خود من قبل جيش بن الصمصامة فى عشرى ذى القعدة ومعه عدة أسارى ورءوس كثيرة، فطيف بهم في البلد، ثم عفى عن الأسرى وأطلقوا.


(١) جاء فى النجوم الزاهرة، نقلا عن ابن عبد الظاهر، بشأن خطبة الجمعة أنه كان من عادة الخليفة أن «يخطب فى شهر رمضان ثلاث خطب، ويستريح فيه جمعة، وكانوا يسمونها جمعة الراحة». ولصلاة الجمعة وخطبتها مراسم خاصة تجد تفصيلها فى النجوم الزاهرة: ١٠٢:٤ - ١٠٤. وعن صلاة الجمعة انظر أيضا: الخطط: ٢٨٠:٢ - ٢٨٢.
(٢) فى الأصل: وصلا.