في محرم ختم على مخازن العسل وجميع ما عند التجار والباعة منه؛ ورفعت مكوس الساحل. ومنع الناس من عمل حزن عاشوراء. وغرق في أربعة أيام خمسة آلاف وواحد وخمسون زيراً من أزيال العسل. ونزع السعر، وكثر الازدحام على الخبز، ففرق الحاكم مالاً على الفقراء. وكثر ابتياع الناس للسيوف والسكاكين والسلاح، وحمله من لم يحمله قط من العوام والصناع، وكثر الكلام فيه، فقرئ سجل على منابر الجوامع بتطمين الناس وإعراضهم عن سماع أقوال المرجفين.
وفي ثاني ربيع الأول خلع على أبي الحسن علي بن جعفر بن فلاح ولقب قطب الدولة، وقرئ له سجل بالتقدم على سائر الكتاميين والنظر في أحوالهم، والسفارة بينهم وبين أمير المؤمنين. وحمل على فرس وبين يديه ثياب.
وهلك زرعة بن عيسى بن نسطورس من علته في ثاني عشره؛ فكانت مدة نظره في الوساطة سنتين وشهرا؛ فتأسف الحاكم على فقده من غير قتل، وقال ما أسفت على شيء قط أسفي على خلاص ابن نسطورس من سيفي، وكنت أود ضرب عنقه، لأنه أفسد دولتي، وخانني ونافق علي، وكتب إلى حسان بن الجراح في المداجاة علي وأنه يبعث من يهرب به إليه.
وخلع على إخوته الثلاثة وأقروا على ما بأيديهم من الدواوين. وأمر النصارى إلا الحبابرة بلبس العمائم السود والطيالسة السود، وأن يعلق النصارى في أعناقهم صلبان الخشب، ويكون ركب سروجهم من خشب، ولا يركب أحد منهم خيلا، وأنهم يركبون البغال