وما أوعز به مولانا وسيدنا أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - إلى عبده من نشر العدل، وبسط الحق، وحسم الظلم، وقطع العدوان، ونفى الأذى، ورفع المؤن، والقيام فى الحق، وإعانة المظلوم مع الشفقة والإحسان، وجميل النظر، وكرم الصحبة، ولطف العشرة، وافتقاد الأحوال، وحياطة أهل البلد فى ليلهم ونهارهم، وحين تصرفهم فى أوان ابتغاء معاشهم، حتى لا تجرى أمورهم إلا على ما لمّ شعثهم، وأقام أودهم، وأصلح بالهم، وجمع قلوبهم، وألّف كلمتهم، على طاعة وليّه ومولانا وسيدنا أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - وما أمر به مولاه من إسقاط الرسوم الجائرة التى لا يرتضى - صلوات الله عليه - بإثباتها عليكم.
وأن أجريكم فى المواريث على كتاب الله وسنة نبيه ﷺ وأضع ما كان يؤخذ من تركات موتاكم لبيت المال من غير وصيّة من المتوفى بها، فلا استحقاق لمصيرها لبيت المال.
وأن أتقدم فى رمّ مساجدكم، وتزيينها بالفرش والإيقاد، وأن أعطى مؤذنيها وقومتها ومن يؤمّ الناس فيها أرزاقهم، وأدرها عليهم، ولا أقطعها عنهم، ولا أدفعها إلا من بيت المال، لا بإحالة على من يقبض منهم.
وغير ما ذكره مولانا وسيدنا أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - مما ضمنه كتابه هذا [ما ذكره] من ترسل عنكم - أيدهم الله، وصانكم أجمعين بطاعة مولانا وسيدنا أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - من أنكم ذكرتم وجوها التمستم ذكرها فى كتاب أمانكم، فذكرتها إجابة لكم، وتطمينا لأنفسكم.
[وإلا] فلم يكن لذكرها معنى، ولا فى نشرها فائدة، إذ كان الإسلام سنة واحدة، وشريعة متبعة، وهى إقامتكم على مذهبكم، وأن تتركوا [على] ما كنتم عليه من أداء الفروض فى العلم، والاجتماع عليه فى جوامعكم ومساجدكم، وثباتكم على ما كان عليه سلف الأمة من الصحابة ﵃ والتابعين بعدهم، وفقهاء الأمصار الذين جرت الأحكام بمذاهبهم وفتواهم، وأن يجرى الأذان، والصلاة، وصيام شهر رمضان وفطره، وقيام لياليه، والزكاة، والحج، والجهاد على أمر الله وكتابه، و [ما] نصّه نبيّه ﷺ فى سنته، واجراء أهل الذمة على ما كانوا عليه.