الحاكم. واعله بالسيف وأمر العبيد السعدية بأن يقتلوه. فخرج نسيم ومعه جماعة من الصقالبة وفعل ما أمر به، وأخذ رأس ابن دواس ودخل به إلى حضرة السيدة فوضعه بين يديها.
فأمرته بإيفاد الصقالبة إلى دوره والتوكيل به والقبض على جميع أسبابه، وقتل كاتبه، وإخراج جثته ورميها على باب القصر، ففعل جميع ذلك. ولم يعترض فيه معترض؛ وتفرق الناس.
وأحضر موجود ابن دواس فوجدت في بعض صناديقه السكين التي كان يحملها الحاكم في كمه أخذت عند قتله. وأقامت جثة ابن دواس ثلاثة أيام، ومناد ينادي عليها: هذا جزاء من غدر بمواليه؛ ثم دفع إلى عبيده فدفنوه.
وقبضت السيدة بعد هذا على خطير الملك عمار بن محمد. وكان يتولى ديوان الإنشاء وإليه زم المشارقة والأتراك، وهو الواسطة بين الحضرة وبين هذه الطوائف؛ ثم خلع عليه في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وأربعمائة؛ ووقع عن حضرة أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله على ما يوقع عليه الحاكم، فجعل توقيعه: الحمد لله رب العالمين، ثم قام بعد الحاكم بالبيعة لأمير المؤمنين الظاهر كما تقدم.
[سنة اثني عشرة وأربعمائة]
فيها خلع عليه للوساطة وكتب سجله بذلك؛ وزال أمره في ذي القعدة من السنة المذكورة، فكانت مدة سبعة أشهر وأياما؛ وقتل في الحج.
وولى بعده بدر الدولة أبو الفتوح موسى بن الحسن، وكان يتولى الشرطة السفلى ثم خلع عليه أولا بالصعيد في جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة؛ ثم ولى ديوان الإنشاء