للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يصطاده أحد من الصيادين. وتتبّعت الحمّامات وقبض على جماعة وجدوا بغير مئزر فضربوا وشهّروا.

وفيه برزت العساكر لقتال بنى قرّة وسارت.

وكتب فى صفر على سائر المساجد، وعلى الجامع العتيق من ظاهره وباطنه فى جميع جوانبه، وعلى أبواب الحوانيت والحجر والمقابر والصّحراء بسبّ السّلف ولعنهم، ونقش ذلك ولوّن بالأصباغ والذهب؛ وعمل كذلك على أبواب القياسر وأبواب الدور، وأكره على عمل ذلك. وأقبل الناس من النواحى والضّياع فدخلوا فى الدعوة، وجعل لهم يوم وللنساء يوم؛ فكثر الازدحام ومات فى الزحمة عدّة (١).

ولما دخل الحاجّ نالهم من العامة سبّ وبطش؛ فإنهم طلبوا منهم سبّ السلف ولعنهم، فامتنعوا.

ونودى فى القاهرة: لا يخرج أحد بعد المغرب [إلى] الطريق ولا يظهر بها لبيع ولا شراء فامتثل الناس لذلك.

وفى ربيع الأول تتبّعت الدّور ومن يعرف بعمل المسكرات، وكسر من أوعيتها شيء كثير.

وفيه أمر الحاكم بشونة تحت الجبل ملئت بالسّنط والبوص والخلفاء؛ فتخوّف الناس كافة، من يتعلّق بخدمة الدولة من الأولياء والقواد والكتاب، وسائر الرعية من العوامّ. وقويت الشّفاعات وكثر الاضطراب، فاجتمع سائر الكتاب والمتصرّفين من المسلمين والنصارى، وخرجوا بأجمعهم فى خامسه إلى الرياحين (٢) بالقاهرة؛ وما زالوا يقبلون الأرض


(١) فى الخطط: ٣٩١:١ - ٣٩٥ تفصيل لمراحل الدعوة ومراسمها ومجالسها المختصة بكل جماعة بعينها والرسوم التى يدفعها المنتمون إليها. راجع أيضا: الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية: محمد عبد الله عنان.
(٢) لعل المقصود بها الريحانية وهى حارة نسبت إلى جماعة الريحانية وهى فئة من عسكر الفاطميين نزلوا بها وقت إنشاء القاهرة فعرفوا بها. وقد اتخذت هذه الحارة اسم بهاء الدين قراقوش، أيام صلاح الدين، إذ أنه سكن بها.