اعلم أن الدولة كانت إذا خلت من وزير صاحب سيف يتغلب عليها فإنه يجلس صاحب الباب في باب القصر المعروف بباب الذهب، وهو أحد أبواب القصر، ويقف بين يديه الحجاب والنقباء، وينادي مناد: يا أرباب الظلامات؛ فيحضر إليه أرباب الحوائج. فمن كان أمره مما يشاقة به نظر في أمره بمن يتعلق من القضاة أو الولاة، فيسير إلى ذلك كتاباً بكشف ظلامته. فإن كان مع المتظلم قصة أخذها منه الحاجب، فإذا اجتمع معه عدة دفعها إلى الموقع بالقلم بالقلم الدقيق فيوقع عليها، ثم تحمل منه إلى الموقع بالقلم الجليل ليبسط ما أشار إليه الموقع بالقلم الدقيق. فإذا تكاملت حملت في خريطة إلى الخليفة فوقع عليها، ثم أخرجت في الخريطة إلى الحاجب فيقف بها على باب القصر ويسلم لكل أحد توقيعه.
فإن كان في الدولة وزير صاحب سيف فإنه يجلس يومين في كل أسبوع في مكان معد له في القصر، ويجلس قبالته قاضي القضاة وعن جانبيه شاهدان معتبران، ويجلس في جانب الوزير الموقع بالقلم ويليه صاحب ديوان المال، وبين يديه صاحب المال وأسفهسلار العساكر، وبين أيديهما النواب والحجاب على طبقاتهم