وكان أجل الخدم صاحب الباب، وهو من الأمراء المطوقين؛ ثم الأسفهسلار، وهو زمام كل زمام وإليه أمور الأجناد، ثم حامل سيف الخليفة أيام الركوب؛ ثم زمام الحافظية والآمرية، وهما أجل الأجناد.
وكانت ولاية الأعمال أجلها ولاية عسقلان، ثم ولاية قوص، ثم ولاية الشرقية، ثم ولاية الغربية، ثم ولاية الإسكندرية.
وكان قاضي القضاة ينظر في الأحكام الشرعية، فلما صارت الوزارة إلى أرباب السيوف كان يقلد القضاة نيابة عنه. والقاضي أجل أرباب العمائم رتبة؛ وتارة يكون داعي الدعاة، وتارة تفرد الدعوة عنه. ويجلس في يومي الثلاثاء والسبت بزيادة جامع عمرو بن العاص، وله طراحة ومسند حرير والشهود حوله؛ وله خمسة من الحجاب اثنان منهما بين يديه واثنان على باب المقصورة واحد ينفذ الخصوم إليه. وله أربعة من الموقعين، ودواته بين يديه على كرسي محلى بفضة يحمل إليه من الخزائن ولها حامل بجار سلطاني في كل شهر. ويخرج إليه من إصطبل الخليفة بغلة شهباء، وهي مختصة به دون غيرها، ويكون عليها سرج محلى ثقيل وراويتان من فضة، ومكان الجلد حرير.