ثم الطّراز بتنّيس الذي عظمت ... منه الصّلات لأهل الأرض والدّول
وللجوامع من أحباسكم نعمٌ ... لمن تصدّر في علمٍ وفي عمل
وربمّا عادت الدّنيا لمعقلها ... منكم فأضحت بكم محلولة العقل
والله لا فاز يوم الحشر مبغضكم ... ولا نجا من عذاب الله غير ولي
ولا سقى الماء من حرٍّ ومن ظمإ ... من كفّ خير البرايا خاتم الرّسل
ولا رأى جنة الله التي خلقت ... من خان عهد الإمام العاضد بن علي
أئمتي، وهداتي، والذّخيرة لي ... إذا ارتهنت بما قدّمت من عملي
تالله لم أُوفهم في المدح حقّهم ... لأنّ فضلهم كالوابل الهطل
ولو تضاعفت الأقوال واستبقت ... ما كنت فيهم بحمد الله بالخجل
باب النّجاة هم، دنيا وآخرةً ... وحبّهم فهو أصل الدّين والعمل
نور الهدى، ومصابيح الدّجا، ومحلّم ... الغيث إن ونت الأنواء في المحل
أئمةٌ خلقوا نوراً، فنورهم ... من نور خالص نور الله لم يفل
والله لا زلت عن حبّي لهم أبداً ... ما أخّر الله لي في مدّه الأجل
عمارة قالها المسكين، وهو علي ... خوفٍ من القتل، لا خوف من الزّلل
ووجد على بعض جدران القصر مكتوباً:
يا هذه الدنيا عجبت لمولع ... بك كيف أضحى في هواك يقاد
ما صحّ منك لآل أحمد موعد ... فكيف منك لغيرهم ميعاد
أمّا نعيمك فهو ظلٌّ زائل ... وصلاح ما تأتيه فهو فساد