فيها قطعت الخطبة من مكة للمستنصر وخطب بها للمقتدي العباسي.
فيها مات أبو الفرج محمد بن جعفر بن محمد بن علي الحسين المغربي الملقب بالكامل؛ وكان قد ولي الوزارة بعد أن صار إلى بلاد المغرب وخدم بها، ثم عاد واتصل بالوزير أبي محمد اليازوري، فأحسن إليه واستخدمه وعني به، فماقته أبو الفرج البابلي. فلما صارت إليه الوزارة بعد اليازوري قبض عليه في جملة من قبض عليه من أصحاب اليازوري، واعتقله، فلم يزل معتقلاً إلى أن تقررت له الوزارة وهو في السجن، فأخرج وخلع عليه خلع الوزراة عوضاً عن أبي الفرج البابلي، فلم يؤاخذه بما كان منه في حقه، بل قابله بالجميل وأحسن إليه إحساناً كبيراً. ولما صرف عن الوزارة اقترح أن يولي ديوان الإنشاء، فقرر في هذه الرتبة التي يقال لها في زمننا اليوم كتاب السر، فاستقرت من بعده وظيفة ورتبة يتقلدها الأكابر.
وفيها مات سليمان بن قطلمش بن إسرائيل بن سلجوق، صاحب قونية وأقصرا من بلاد الروم، وقام من بعده ابنه قليج أرسلان بن سليمان؛ فاسترد منه الفرنج مدينة أنطاكية.