للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه قرئ سجل بالإنكار على الكتّاب ومن يجرى مجراهم فى أخذ شيء من البراطيل (١) ونحوها.

وركب الحاكم لصلاة العيد بالمصلّى، فصلّى وخطب وحضر السماط بالقصر على رسمه فى ذلك.

وبرزت قافلة الحاج فى ثامن ذى القعدة بالكسوة والصّلات على العادة.

وصلّى الحاكم بالناس صلاة عيد النحر، ونحر فى الملعب (٢).

وفيها قتل سهل بن يوسف، أخو يعقوب بن يوسف بن كلس الوزير، بسبب قوة طمعه وكثرة شرهه. وعند ما قدّم للقتل سأل أن يدفع السّاعة ثلاثمائة ألف دينار عينا يفدى بها نفسه، فلم يجب.

وقتل أيضا القائد أبو عبد الله الحسين بن الحسن البازيار، من أجل أنه كان إذا دخل من باب البحر (٣) تكون رجله على عنق دابّته ويكون الحاكم فى المنظرة التى على بابه، فتصير رجله إلى وجه الحاكم؛ وكان ابن البازيار قد اعتراه وجع النّقرس، فعدّ ذلك الحاكم عليه دينا قتله به فى شوال لسوء التوفيق.

وفيها قدم من برقة عدّة من بنى قرّة إلى الإسكندرية، فقتلوا عن آخرهم. وذلك أن يانس لما قتل وصل عسكره إلى طرابلس، فنازلهم القائد جعفر بن حبيب فزحف إليه فلفول


(١) البراطيل جمع برطيل بمعنى الرشوة. يقال برطل فلان فلانا: رشاه، وتبرطل ارتشى وهو المقصود هنا. (البرطيل أيضا المعول) القاموس المحيط.
(٢) لعل المقصود به المنحر الذى اتخذه الفاطميون لنحر الأضاحى فى عيد الأضحى، ولنحر غيرها فى عيد الغدير، وموضعه أرض فضاء بالدرب الأصفر من حى الجمالية. النجوم الزاهرة: ٩٨:٤: حاشية: ٧.
(٣) باب البحر من أبواب القصر الغربية، سمى بذلك لأن الخليفة كان يخرج منه عند ما يريد التوجه إلى شاطئ المقس للنزهة. وموضعه اليوم مدخل حارة بيت القاضى بشارع بين القصرين.