وكان سديد الدولة علي بن أحمد الضيف ناظرا بالشام، فتلطف ببدر غلام عزيز الدولة حتى تسلم البلد منه والقلعة، وولاها أصحاب الظاهر. وسبب ذلك أن كتابا وصل إليه من الظاهر بخطه يطيب نفسه، وأظهر هذا الكتاب في حلب في أيام الملك رضوان أخذه من بعض أهلها؛ وكان في ورق إبريسم أسم عريض، فيه ثلاثون سطرا بخط وسط. وكان صدر الكتاب: عرض بحضرتنا يا بدر سلمك الله ما كتبت على يد كاتبك ابن مدبر، وعرفنا ما قصدته، ولم نسىء ظناً بك لقول فيك ولا شناعة ذكر. وقد بعثنا بأحد ثقاتنا إليك وهو علي بن أحمد الضيف ليجدد الأخذ عليك. فلما دخل ابن الضيف على بدر بالكتاب استرسل إليه وطرح القيد في رجليه، فقبض عليه وأنزله من القلعة. وأقام بحلب سنة. وسلمها موصوف الخادم إلى أصحاب الظاهر وثقاته.
وفي سنة ثمان عشرة وأربعمائة في ذي الحجة والناس يطوفون بالكعبة قصد رجل ديلمي من الباطنية الحجر الأسود فضربه بدبوس فكسره، وقتل في الحال، وقتل معه جماعة ذكر أنهم كانوا معه وعلى اعتقاده الخبيث.
[سنة أربع عشرة وأربعمائة]
ولما تسلم بدر مدينة حلب من عزيز الدولة فاتك بقي بها سنتين، ثم ملكها موصوف