للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عينا. فلمّا صار إليها هذا المال، ومبلغه مائتا ألف دينار ذهبا، فتحت الباب له ودخل (١).


(١) يقول المقريزى فى المواعظ والاعتبار: كان الآمر قد بلى بعشق الجوارى العربيات، فبلغه أن جارية بالصعيد من أجمل العرب وأظرفهم شاعرة مجيدة، فتزيا بزى الأعراب وكان يجول فى الأحياء إلى أن انتهى إلى حيها وتحيل حتى عاينها فما ملك صبره، وعاد إلى دار ملكه وأرسل إلى أهلها يخطبها، وتزوجها. فلما وصلت صعب عليها مفارقة ما اعتادته وأحبت أن تسرح طرفها فى الفضاء حتى لا تنقبض نفسها بحيطان المدينة فبنى لها البناء المعروف بالهودج على شط النيل، وكان غريب الشكل. ولكنها ظلت معلقة الخاطر بابن عم لها يعرف بابن مياح فكتبت إليه:
يا ابن مياح إليك المشتكى … مالك من بعدكم قد ملكا
كنت فى حى مطاعا آمرا … نائلا ما شئت منكم مدركا
فأنا الآن بقصر مرصد … لا أرى إلا خبيثا ممسكا
فأجابها ابن عمها:
بنت عمى والتى غذيتها … بالهوى حتى علا واحتبكا
بحت بالشكوى وعندى ضعفها … لو غدا ينفع منا المشتكى
مالك الأمر إليه أشتكى … مالكا وهو الذى قد ملكا
انظر المواعظ والاعتبار: ٤٨٥:١ - ٤٨٦.