في سادس عشرين منه صرف ابن أبي كدينة عن القضاء واستقر عوضه جلال الملك أبو أحمد، ونعت بقاضي القضاة الأعظم. وفي تاسع ربيع الآخر أعيد إلى الوزارة أبو القاسم هبة الله محمد الرعباني، وصرف عنها في السادس عشر منه.
وفي جمادى الأولى ولى المستنصر أمير الجيوش بدراً الشام بأسره، فخرج إليها بعد ما أنفق عليه ألف ألف دينار. وفي جمادى الآخرة جمع القضاء والوزارة لأبي أحمد جلال الملك، ثم صرف بعد أيام عن الوزارة بأبي الحسن طاهر بن وزير، فباشر أياماً يسيرةً؛ وصرف بأبي عبد الله محمد بن حامد التنيسي، وأقام يوماً واحداً، ثم صرف وقتل. فاستوزر أبو سعد منصور بن زنبور، فلم يقم في الوزارة غير أيام قليلة وهرب؛ فأقيم بعده أبو العلاء عبد الغني بن نصر بن سعيد الضيف، فباشر أياما يسيرة وصرف.
وكان دخول أمير الجيوش إلى دمشق في سادس شعبان، وبلغ ما بلغت نفقة المستنصر عليه ألف ألف دينار.