ويعتبر الفيضان خطرا اذا زاد عن الرقم الثانى. وكانت النصارى تتولى قياس النيل منذ الفتح العربى الى زمن الخليفة المتوكل، فعزلهم واختار رجلا مسلما صالحا يسمى عبد الله بن عبد السلام بن أبى الرداد المؤدب، وأجرى عليه سليمان بن وهب صاحب خراج مصر يومئذ سبعة دنانير فى كل شهر، وبقيت هذه الوظيفة فى نسل هذا الرجل «ابن أبى الرداد» حتى القرن التاسع الهجرى، كما يقرر ذلك السيوطى فى حسن المحاضرة، والمقريزى فى الخطط، والقلقشندى فى صبح الأعشى. انظر كذلك (الاحتفال بوفاء النيل فى مصر الاسلامية) فصل من كتاب (دراسات فى التاريخ الاسلامى للدكتور جمال الدين الشيال، بيروت، ١٩٦٥، ص ٧٨ - ٨٤) (٢) فى الاصل: «القاضى أبو حنيفة محمد بن النعمان بن محمد. الخ» وهو غير صحيح، فهو القاضى أبو حنيفة النعمان، ولم يكن محمد من اسمائه، بل محمد ابنه، وقد اختلفت المراجع فى ذكر سنة ولادته، والمرجح أنه ولد فى العشر الأخير من القرن الثالث وتوفى سنة ٣٦٣ بالقاهرة. ويعرف فى تاريخ الدعوة الفاطمية باسم القاضى النعمان تمييزا له عن سميه ابى حنيفة النعمان صاحب المذهب السنى المعروف، وكان فقيها كبيرا واتصل بخلفاء الفاطميين منذ قيام الدولة، وأتى الى مصر صحبة المعز وولى بها القضاء مشاركة مع أبى الطاهر الذهلى الذى كان يلى القضاء قبل الفتح الفاطمى، وكان النعمان فقيه الشيعة الأكبر وهو الذى دون الفقه الشيعى الاسماعيلى فى كتب كثيرة أهمها كتاب «دعائم الاسلام» الذى نشره أخيرا فى القاهرة آصف على فيضى، ولا زال هذا الكتاب عمدة طائفة البهرة بالهند. وقد نبغ من أسرة بنى النعمان عدد كبير من العلماء والفقهاء تولوا جميعا القضاء، وتولى بعضهم الدعوة بالقاهرة وتركوا أثرا كبيرا فى الحياة العقلية بمصر فى العصر الفاطمى قرابة قرن من الزمان، ولاستيفاء ترجمة القاضى النعمان وأسرته راجع: (مقدمة آصف على فيضى لكتاب دعائم الاسلام، القاهرة ١٩٥١) و (محمد كامل حسين: فى أدب مصر الفاطمية، القاهرة ١٩٥٠) و (A.A.A.Fyzee:Qadi an-Nu'man،THe Fatimid Judye and author.J.R.A.S. ١٩٣٤.P.I - ٣٢) . و (ديوان المؤيد فى الدين داعى الدعاة، نشر محمد كامل حسين) و (الكندى: الولاة والقضاة) و (مقدمة الدكتور محمد كامل حسين لكتاب الهمة فى آداب أتباع الأئمة) و (ابن خلكان: وفيات الأعيان) و (ابن تغرى بردى: النجوم الزاهرة، ج ٤ و (ابن حجر: رفع الأصر عن قضاة مصر، النسخة الخطية بدار الكتب) و (Ivanow:Guide to Ismaili Literature) .