للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبلغ المعزّ ما وقع بدمشق من الحروب، وما صارت إليه من الخراب، فكتب إلى ريّان الخادم - وهو بطرابلس - أن يسير إلى دمشق، وينظر فى أمر الرعية، ويصرف أبا محمود عن البلد؛ فقدم ريّان إلى دمشق، وأمر أبا محمود بالرحيل، فسار فى عدد قليل من عسكره، وتأخّر أكثرهم مع ريّان، ونزل أبو محمود فى الرملة، وورد عليه كتاب المعز يوبخه؛ وكان صرف أبى محمود عن دمشق فى شعبان سنة أربع وستين.

هذا ما كان من خبر دمشق.

وأما القاهرة فإنّه طيف [فيها] فى ذى القعدة سنة ثلاث وستين بنيف وأربعين رأسا جئ بها من الصعيد.

وفى ذى الحجة نودى أن لا تلبس امرأة سراويل كبارا (١)، ووجد سراويل فيه خمس شقاق، وآخر قطع من ثمانى شقاق دبيقى (٢).

وفيه هلك رسول ملك الروم، فسيّره المعز فى تابوت إلى بلد الروم.

وركب المعز لكسر الخليج.

وفيها منع المعز من وقود النيران ليلة النيروز فى السكك [و] من صبّ الماء يوم النوروز (٣).

وكثر الإرجاف بمسير الروم إلى أنطاكية.

وفى يوم عرفة نصبت الشمسة فى القصر.


(١) الأصل: «كبيرا».
(٢) نسبة الى دبيق احدى المدن المشهورة بصناعة النسيج فى مصر فى العصر الاسلامى، راجع الخطط للمقريزى.
(٣) نقل المقريزى هذا النص بكلماته فى كتابه (الخطط، ج، ٢، ص ٣١) ونسبه الى الحسن ابن زولاق، والنوروز أو النيروز كلمة فارسية معناها اليوم الجديد، وعيد النوروز هو عيد اول السنة القبطية، وكان الاقباط يحتفلون به قديما، وظلوا يحتفلون به فى العصر الاسلامى فى أول يوم من شهر توت وهو اول شهور السنة القبطية، وكان من عادة الأقباط فى الاحتفال بهذا العيد أن يشربوا الخمر ويتراشوا بالماء وبالخمر فى الطرقات، انظر تفصيل الحديث عن عيد النوروز فى نفس المرجع، ص ٣٠ - ٣٣، وانظر كذلك ما يلى هنا فى حوادث سنة ٣٦٤ هـ.