ابن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم الحسنى الهادى (١)، وأزاله عن عمله من صعدة ففرّ منه بعياله إلى الرسّ، ثم أظفره الله به فهزمه بأمر إلهى، وهو أن الله جلّت قدرته ألقى على عسكره وقد بايته بردا وثلجا قتل به أكثر أصحابه فى ليلة واحدة، وقلّما عرف مثل ذلك فى تلك الناحية.
وسلّط الله عليه الأكلة، وذلك أن القاسم أنفذ إليه طبيبا بمبضع مسموم فصده به فقتله؛ وأنزل الله بالبلدان التى غلب عليها بثرا يخرج فى كتف الرجل منهم بثرة فيموت سريعا، فسمى ذلك البثر - بتلك البلاد - «حبّة القرمطى» مدة من الزمان.
وأخرب الله أكثر تلك البلاد التى ملكها، وأفنى أهلها بموت ذريع، فاعتصم ابنه بجبال وأقام بها، وكاتب أهل دعوتهم، وعنون كتبه:
«من ابن ربّ العزّة».
فأهلكه الله، وبقى منهم بقية، فاستأمنوا إلى القاسم بن أحمد الهادى، ولم يبق للنجار - لعنه الله - ولا لمن كان على دعوته بقية.
وكان قرمط يكاتب من بسلمية، فلما مات من كان فى وقته، وخلفه ابنه من بعده كتب إلى قرمط فأنكر منه أشياء، فاستراب وبعث ابن مليح - أحد دعاته - ليعرف الخبر فامتنع، فأنفذ عبدان، وعرف موت الذى كانوا يكاتبونه، فسأل ابنه عن الحجّة، ومن الإمام الذى يدعو إليه، فقال الابن:
«ومن الإمام؟»
فقال عبدان:«محمد بن إسماعيل بن جعفر صاحب الزمان».
فأنكر ذلك وقال:«لم يكن إمام غير أبى، وأنا أقوم مقامه».
(١) فى الأصل: «القاسم بن أحمد بن يحيى .. الخ» والصواب ما ذكرناه، وقد تولى أبو القاسم محمد بن يحيى الامامة الزيدية من ٢٩٩ الى ٣٠١ وخلفه أخوه الامام الناصر أحمد ابن يحيى بن الحسين واستمر على مقاتلة الداعيتين على بن الفضل الذى توفى سنة ٣٠٢ ومنصور اليمن الذى توفي سنة ٣٠٣ هـ.